عبدالكريم الحمد
جُنَّ جنونهم بعد أن تُوّج الغريم التقليدي بلقب دوري أبطال آسيا 2019، وتبخّرت أحلامهم بأن يقف (أوراوا) الياباني عقبة ويكرِّر ما فعله في 2017، بعد أن ردَّد المعلِّق المتألق (فهد العتيبي) على مسامعهم في ظهيرة السبت «عالمية عالمية عالمية»، واستيقظوا من حلم دام قرابة عشرين عاماً راقبوا خلالها الأزرق في رحلة بحثه عن اللقب الغائب، دون أن تحركهم طيلة تلك السنوات غيرة أو ثقة بفريقهم ودعمه في المنافسة على اللقب القاري وتحقيقه.
فأدركت عقولهم الواقع المرّ، وتلاشت أوهامهم وتأكدوا أن الحاضر بات أزرق برّاقاً بعد أن حصد الهلال منذ عام 2000 إلى الآن 35 بطولة ما بين محلية وعربية وقارية، بينما لم يستطع فريقه خلالها سوى حصد 5 بطولات محلية لا غير، لتتحول بوصلتهم من راصدين في أخطاء التحكيم إلى باحثين ومؤرِّخين علّ أن يجدوا ما يُنقذ ماضيهم بعد أن تخلّى عنهم حاضرهم، متسلحين بقصاصات تحوّلت من حُجة وقناعة إلى موجة تهكم وتندّر في مواقع التواصل الاجتماعي.
ليتساءل المشجع البسيط: «لماذا أهرب إلى ماضٍ غير دقيق كالغريق، وأترك حاضراً تتسع قمته لأكثر من فريق؟!»، تساؤل مهم من قلب عاشق حقيقي تكسَّرت مجاديفه في بحر المنافسات والمنصات بسبب انهزامية صفراء في زمن تقوده عقول همها أين وصل الهلال وماذا حقق ومتى سيسقط، تساؤلٌ بدأت ملامحه تترسخ في ذهن الفريق الغيور سئم من الكلام وصرير الأقلام وتخدير الإعلام، باحثاً عن حاضر غير مرتبط بمطاردة الهلال، باحثاً عن مستقبلاً أصفر مستقلاً لا تقيده نفوس قليلة الفعل كثيرة الكلام والشكوى ضد الظروف.
نعم، سئم المشجع الحقيقي التمرّغ في وحل الانهزامية والعجز بفضل آلة إعلامية محسوبة على ناديه طموحها السعي والركض خلف سراب أزرق على أمل الإيقاع به بدلاً من النهوض بناديها لتتسع رقعة شتات حاضره ومستقبله إلى أن وصل بهم الحال إلى العودة إلى الماضي والتفتيش فيه لربما أن يجدوا نصراً ذائباً في دهاليز الدهر أو منجزاً عائماً في قصاصة بالية، ليمتد حرمان ذلك المشجع من حاضر ومستقبل مشرق إلى عنوان عنونت به مقالتي (فقدوا الحاضر ففتشوا في الماضي).
قبل الختام
تعريف ومعنى كلمة «انهزامية» في معجم (المعاني الجامع) هو: «انعدام الثقة بالنصر»، ليس رأيي، بل حقيقة ثابتة في المعجم.