منذ سنوات كنت أتردد كغيري من عشاق البحر على سواحل عسير، وخصوصاً في ليلة اكتمال القمر بدراً للاستماع بانعكاس نوره على شاطئ البحر وما يحدثه صوت الأمواج في مشاعرنا تجعلنا نتأمل ذاك السكون الذي يلفنا بعباءته في لحظات الاستكنان، تجمله ابتسامات الوجوه المجهولة وكل من يحيطون بنا ينظرون للسماء وكأنهم يبعثون رسائل الحب والأمل والرجاء. والآن ومن المكان نفسه نرى الأحلام على واجهة عسير البحرية، ولم تعد هي الأحلام ذاتها، فإنسان عسير الذي كان يستمتع بالإمكانات المتاحة لساحل عسير لم يعد هو ذاك الإنسان المحدود التطلعات، فالأحلام التي صعدت للسماء عادت حاملة المبشرات مع أمير يهدي مواطني عسير بين حين وآخر إنجازًا تلو إنجاز، ونجاحًا تلو نجاح. واجهة عسير البحرية التي دشنها ورعى افتتاحها أمير عسير الشاب الأمير تركي بن طلال في افتتاح لم يكن عادياً بل كان كرنفالاً لكل مواطن في منطقة عسير شهد النقلات النوعية والتنموية للمنطقة والتنوع الجغرافي الذي كان يعاني من تعثر تنموي لسنوات كادت تجعل اليأس يتسلل للمخلصين. أعرف أن المكان هنا ليس مكانًا للثناء، وأعرف أن أمير عسير لا يحب الإطراء ولكني هنا أنقل شعور الناس الذي لمسته أنا وغيري من إعلاميي عسير، فمستوى الرضاء المتصاعد في تصاعد والثقة التي لم تتزعزع في القيادة الحكيمة ازدادت عمقاً والمسؤولية والوعي تنامى بقيمة هذه المكتسبات الوطنية العظيمة، وبقي علينا أن نقول إن إنسان عسير كغيره من مواطني هذا الوطن المترامي الأطراف جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة التنموية التي تلامس متطلبات واحتياجات المرحلة الانتقالية والنهضة النوعية في جميع المجالات، نستطيع القول الآن (عادت عسير الحسناء) لتنافس سياحياً ولتكون الرقم الأصعب في صناعة السياحة التي تعتمد على تنوعها الطبيعي الجغرافي والمناخي والتراثي والثقافي. إنه شعور السعادة الذي نحمله تجاه هذا النسق الجميل فلم يعد ساحل وواجهة عسير البحرية بمعزل عن خطة التنمية، فقادم الأيام أجملها ونعلم يقينًا أن عقد الجمال لم يكتمل، فالتنقيب عن كنوز منطقة عسير مستمر ولن يتوقف، فالواجهة الحلم أصبحت حقيقة ويستمر أمير عسير في تحقيق الأحلام للوصول للهدف المنشود الذي رسمته القيادة الحكيمة في رؤية 2030.