عبد العزيز بن علي الدغيثر
ابتسم الحظ هذه المرة لفريق النصر وعشاقه في ثالث نهائي يلعبه على بطولة السوبر السعودي، إصرار وعزيمة الكبار لا تنكسر ولا تنثني ومواصلة الكفاح والإصرار على تحقيق البطولة حتى ولو استعصت مرات، فلابد أن يأتي اليوم الذي تتحقق بعزيمة وثقافة الفوز وهذا ما حققه الفريق البطل فريق نادي النصر، فقد كسب الرهان وحقق أول بطولة سوبر عندما حسمها في ملعب الجوهرة المشعة في جدة السبت الماضي بعد مباراة كبيرة ومثيرة بين العالمي والسكري.
قدم الفريقان مباراة مميزة ومثيرة وكانت بالفعل تستحق المتابعة والإشادة، فعلى الرغم من أن الترشيحات كانت جميعها منصبة ومرشحة النصر متصدر الدوري والأفضل والأميز من فريق التعاون، إلا أن الذي حدث كان مخالفاً وغير متوقع حيث ظهر التعاون مع مدربه الوطني العسيري بمستوى وأداء ولا أروع، واستطاع أن يتقدم ويبدأ التسجيل عن طريق لاعبه الكاميروني توانمبا، ولكن لأن فريق النصر يمتلك مدرباً داهية ولاعبين كما سبق وذكرت (سوبر ستار) استطاعوا تعديل النتيجة والسيطرة الكاملة على المباراة، وإهدار عشرات الفرص السهلة والمتاحة للتسجيل حتى وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح والتي كسبها العالمي وأنصفته الكرة في نهاية المطاف، حيث سبق أن خذلته في عدة نهائيات وقد يكون من أبرزها أمام فريق الشباب في نفس البطولة قبل عدة مواسم، وبهذا الفوز وتحقيق بطولة السوبر السعودي والتي تعتبر الأولى في موسم العام الجديد 2020 ، فبالتأكيد ستكون حافزاً جيداً لفريق النصر لمواصلة المنافسة على مختلف البطولات المتاحة وخاصة المحافظة على بطولة الدوري الاستثنائي الذي يحمل اسما غاليا علينا، ولا زال النصر هو البطل حتى الآن ناهيك عن بطولة والدنا الملك وشرف السلام عليه، وتأتي بعد ذلك البطولة الآسيوية والتي يجب أن تكون مهمة للفريق الأصفر وان يعود لتحقيقها، حيث كان آخر بطوله آسيوية حققها كأس السوبر الآسيوي عام 1998 والتي من خلالها تأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية عام 2000 في البرازيل، وهو الآن مطالب قبل أي وقت مضى بتحقيق أكبر عدد من البطولات عطفا على ما يمتلكه الفريق من عناصر مميزة محلية ومحترفين غير محليين على أعلى مستوى، ناهيك عن جهاز فني رائع ومتمكن بقيادة المدرب الداهية فيتوريا والذي استطاع رغم فترة وجيزة من تحقيق أهم البطولات والوصول إلى دور الثمانية، آسيويا وأخيرا البطولة السوبر والتي يأمل مدرج الشمس ألا تكون الأخيرة وان يستمر الإنجاز إلى ما هو ابعد من ذلك.
نقاط للتأمل
- مبروك ألف مبروك أقولها بطولة السوبر الذي حققها النصر بكل صعوبة وأنصفته ضربات الجزاء، ولكن على مدرب الفريق فيتوريا معالجة خط الظهر للفريق وخاصة الجهة اليسرى، كذلك مطالب بتدوير اللاعبين فلا يمكن أن تخوض جميع المباريات بمختلف البطولات بنفس العناصر والأسماء، فقد تخسرهم جميعا بسبب الإرهاق ومن ثم الإصابات التي عادة ما تحدث عند الإجهاد.
- كشفت لنا مباراة الثلاثاء الماضي بين الهلال والأهلي والتي كسبها الهلال بنتيجة 3 / 1 مع الرأفة أن فريق الأهلي لا يمكن أن ينافس من خلال العناصر المتواجدة والمستمرة مع الفريق، وإذا ما شمل التغيير معظم العناصر فقد يخرج هذا الموسم دون تحقيق أي منجز ويعود النادي والفريق إلى المربع الأول، فهل يتحرك مسيرو النادي الأهلي ويتحدوا لإعادة وهج القلعة، والمحافظة على مدرج المجانين قبل أن تهجره وتعمل كما هجرت وعملت جماهير جيرانهم، وهذا في النهاية ليس في صالح الرياضة والكرة في المنطقة بصفة خاصة وكرة القدم لدينا بصفة عامة.
- إذا ما استمر وضع الأندية على حالها وعدم التجديد في صفوف فرقها وتعزيز بعض خطوط الفرق بلاعبين متميزين ويصنعون الفرق فإن الوضع العام سيستمر كما كان الموسم الماضي، وتنحصر المنافسة بين قطبي العاصمة النصر والهلال حيث إنهما الفريقان الوحيدان اللذين لديهما تميز واضح في خطوط الفريق باللاعبين الأجانب أو المحليين على حدٍ سواء، والأمل يحدونا أن تكون المنافسة على القمة متاحة وممكنه لأكثر من فريق؛ لما له من مردود فني وتسويقي وبروز عناصر محلية تكون داعماً لمنتخباتنا الوطنية.
- انطلق قبل يومين في مدينة جدة السوبر الاسباني بين أكبر واعرق الفرق الاسبانية، ولا شك أنها مناسبة عالمية اسبانية تحدث لأول مرة في العالم، حيث لم يسبق أن حضرت أربع فرق لتلعب خارج أرضها، فالمعروف أن مباراة السوبر دائما ما تكون بين فريقين فقط بطل الدوري وبطل الكأس، إلا أن السوبر الاسباني المقام في جدة حالياً أشبه بالدوري المصغر، وبعد غد الأحد النهائي الذي أتمنى أن يكون متميزاً ورائعاً كما تعودنا من الفريقين وعلى أرضنا وملاعبنا ارض الخير والمحبة.
خاتمة
تعلمنا من قصة يوسف أنه قد لا يكون أعداؤك في وطن آخر، فقد يكونون ممن يقاسمونك رغيفك وأنت لا تدرى.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) .. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.