سعدت بحضور افتتاح مهرجان الأرطاوية يوم الخميس 7-5-1441هـ الموافق 2-1-2020م، الذي حظي بمشاركة عدد من المواطنين (رجالًا ونساءً) وحَفِلَ بأنشطة ومنتجات تاريخية متعددة الأصناف والأشكال.. منها: السمن، والبقل، والأكلات الشعبية، والمقتنيات، والألبسة، والزينة النسوية.
كما حظي المهرجان بتشريف صاحب السمو الأمير: عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل، محافظ محافظة المجمعة، وسعادة رئيس مركز الأرطاوية الشيخ: مسير بن سلطان بن عبدالرحمن الدويش، وحضور سعادة الشيخ: محمد بن عبدالرحمن بن نايف الدويش أمير الفوج الحادي والعشرين، وإخوانه.
كان لقاءً مميزًا جمع عدداً من الآباء والأبناء والأحفاد، وأعاد لي شيئاً من ذكريات مسيرة الإخوان (إخوان من طاع الله) بإيجابياتها وسلبياتها، وما اعتراها من وفاق وانشقاق إبَّان تأسيس هذا الكيان على يد الملك عبدالعزيز (رحمه الله).
أعود وأقول إن هذا المهرجان له تميزه من ذكريات وعادات وتقاليد ومواقف، وفيه تأكيد على ما تتمتع به بلادنا من نعم الأمن والأمان، والصحة في الأبدان، ورغد العيش والاطمئنان، في ظل قيادات متتالية راشدة لآل سعود، متوجة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير: محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حرسهما الله».
ومن هنا لا أجد بدًا من التنويه بالثناء على من تبنى فكرة هذا المهرجان الذي ظهر بصورة رائعة، وما قام به من بناء وتحسين واجهة السوق التجاري الذي يشتمل على ما يقارب مئة محل تجاري.. ألا وهو الأستاذ: فايز بن محمد الشنيف رئيس بلدية الأرطاوية.. والثناء موصول للداعمين لهذا المشروع وفي مقدمتهم سعادة الشيخ: حمد بن محمد بن سعد الدريس، السباق دائمًا في الأعمال الخيرية والإنسانية دعمًا ومشاركة وحضورًا.. فله ولمن ساهم في هذا المهرجان الحضاري جزيل الشكر والتقدير.
ولعلي هنا أختم بشيء من الذكريات التاريخية عن حالنا في الأرطاوية قبل أكثر من سبعين سنة.. فمثلاً: مدرسة الكتاب، كان لها معلم دائم ووحيد وهو الشيخ: عبدالمحسن بن دخيل الفهيد (رحمه الله)، في موقع من السوق التجاري صباحًا، وظهرًا أمام دكان المعلم (تعليم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم)، والذي تعايشت معه عشر سنوات (عقد الستينات الهجرية من القرن الماضي)، صيفاً وشتاءً جلوساً على أرض ترابية نرتدي فيه رداء واحداً طوال العام، وكنا نحن صغار السن حفاة.. فالحذاء لم يكن يرتديه إلا الكبار.
ومن الذكريات أنه عند افتتاح المدرسة الابتدائية عام (70-1371هـ) استنكر البعض استعمال الصافرة عند الفسحة فقال أحد الإخوان شعراً:
يا عبيد يا ها النائب
قل للأمير الشايب
والإخوان اللي بهم غيره
كان المزمر ما هوب تايب
نبا.. انكسر مزاميزه
وأنا.. لا أمير ولا نايب
وهلي بأقصى الديرة