«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، تنظم جامعة القصيم ممثلة بكلية العلوم والآداب بعنيزة، وبالتعاون مع «كرسي الشيخ ابن عثيمين للدراسات الشرعية»، (مؤتمر الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي: آثاره العلمية والدعوية)، وذلك خلال يومي الأربعاء والخميس 23 - 24 من الشهر الهجري الجاري، حيث تنطلق فعاليات المؤتمر في الحادية عشرة صباحًا في المدينة الجامعية بعنيزة. يذكر أن العلامة السعدي من أعلام عصره، ومن الندرة الذين كان لهم مواقف نيرة متجاوزة في المرحلة والاستقراء والافتاء، لانفتاحه على العلوم العصرية ووسائلها المختلفة، كالعلوم الاجتماعية، وعلم الفضاء، الذي عندما سئل عن ريادة الإنسان للفضاء، فأجاب: وما المانع أن تمكنوا من ذلك؟! في وقت كانت الفكرة في أشد ما تكون حالات المعارضين لها! إذ إنه -رحمه الله- له عديد من الآراء التي منها: الجواز بنقل الأعضاء في وقت لم يكن هناك من يرى رأيه، وبأن الربا لا يجري على ورق البنكنوت، فلقد كان يتسم فكر السعدي بما يمكن وصفه بـ(التجاوز) في الرؤية بطريقة تجاوز فيها عديد من الآراء والفتاوى التي كانت شائعة آنذاك، ولعل منها رأيه في (يأجوج ومأجوج) التي ربطها باكتشاف الأرض، ما أدى ذلك إلى معارضته بشكل كبير.
ومن ثم تم استدعاؤه لمناظرة المعارضين له في مجلس الملك عبدالعزيز - رحمهما الله - لكنها لم تتم بطلب من المؤسس -طيب الله ثراه- إِذ يرى بعض الباحثين أن «تسامح» أهل عنيزة، كان رافده الرئيس ما كان يشيعه السعدي من آراء وفتوى تقوم على التسامح، وسعة الأفق، وتجاوز البيئة الفكرية التي ردها البعض إلى أسفاره، بالرغم من أنه لم يسافر إلا مرة واحدة للاستشفاء في لبنان، وذهب خلالها إلى سوريا ليوم واحد لزيارة قبر ابن تيمية.