«الجزيرة» - المحليات:
استضافت دارة العرب الأستاذ سليمان الحربش مدير عام صندوق أوبك (أوفيد) السابق، حيث ألقى محاضرة عن تجربته في إدارة الصندوق. وأكَّد الحربش في بداية المحاضرة على الدور الرائد الذي تتبوأه المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، في خدمة قضايا التنمية ومساعدة الفقراء.
ونوه الحربش بأن المملكة تأكيدًا لمسؤوليتها الدولية سبقت كل الدول الصناعية في تنفيذ ما نادت به الأمم المتحدة أواخر الستينيات من تخصيص 0.7 في المائة من دخلها الوطني لمساعدة الدول النامية في برامجها الاقتصادية والاجتماعية إذ إن المملكة تعدت هذا الهدف عدة مرات إِذ بلغ ما التزمت به 6 في المائة مقابل الهدف المذكور. وذكر الحربش أنه حضر القمم الثلاث لمنظمة أوبك في الجزائر وكراكاس والرياض وأنه شاهد بنفسه أن نجاح تلك القمم يعود في معظمه إلى جهود المملكة في تحديد مسار المنظمة في سوق الطاقة وفي علاقاتها مع كل من الدول الصناعية والنامية. وعن تجربته مديرًا لصندوق أوبك أوفيد خلال خمسة عشر عامًا وكيف أنها أصبحت في مصاف صناديق التنمية قال: إن سلك لبلوغ هذا الهدف ثلاثة طرق:
الحملة الإعلامية التي أتت بتوجيه صريح من الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز الذي ورد في برقيته لوزير البترول حول ترشيحه لمنصب المدير العام، وذكر الحربش أن التعريف بالصندوق تأتي من خلال حملة شاملة تضمنت عديدًا من البنود منها تخصيص جائزة سنوية للأعمال الخيرية مثل مراكز السرطان وأطفال غزة وأسر وأطفال الأسرى الفلسطينيين.
الطريق الثاني: هو الرؤية أو الاستراتيحية التي نشأت في المملكة عندما نادت قمة أوبك المنعقدة في الرياض في نوفمبر 2007 بالبحث عن الوسائل الكفيلة للقضاء على فقر الطاقة المتمثل بوجود أكثر من مليار نسمة في العالم من دون طاقة كهربائية وكان لأوفيد الشرف في تحويل هذا القرار إلى خطة عمل تبلورت فيما بعد لتصبح الهدف السابع في أهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة التي صدرت من الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015 الأمر الذي يعني أن المملكة سبقت الأمم المتحدة في وضع هدف الطاقة للفقراء بأربع أو خمس سنوات.
ونوه الحربش بأن مشروعات الطاقة في أوفيد أصبحت تستحوذ على أكثر من 23 في المائة من نشاط أوفيد تليها الطرق ثم الزراعة.
أما الطريق الثالث فهو بناء الطاقات البشرية القادرة على تنفيذ تلك الإستراتيجية وقد تأتي ذلك من خلال برامج التدريب النوعية وتخصيص دورات خاصة بالقادة وفتح الطريق أمام الشباب المنتمين إلى الدول الأعضاء لمواصلة تدريبهم ومواصلة دراستهم العليا. وقد حضر الندوة عدد من تلاميذ المرحوم الشيخ حمد الجاسر وأصدقاء وزملاء المحاضر وعدد من المهتمين بمثل هذه الموضوعات كما أدار الندوة الدكتور عبدالعزيز بن سلمة وكيل وزارة الإعلام سابقًا.
الجدير بالذكر أن سليمان الحربش قضى واحدًا وأربعين سنة في وزارة البترول والثروة المعدنية ثم انتقل بعدها مديرًا عامًا لصندوق أوبك (أوفيد) وهو منظمة مستقلة تملكها الدول الأعضاء في منظمة أوبك وتعد المملكة أكبر المساهمين فيه. وقد استفادت من خدماته 130 دولة نامية في أربع قارات.
حصل الحربش خلال ولايته على العديد من الأوسمة تقديرًا لخدماته وجهوده في خدمة قضايا التنمية ومكافحة الفقر.