الخفجي - خاص بـ«الجزيرة»:
حيّا الداعية عايض بن محمد العصيمي مفسِّر الأحلام المعروف الخطوات الجادة التي اتخذتها إمارة منطقة الرياض بحزمها ومتابعتها الدقيقة لمدّعي تفسير الرؤى والأحلام بمدينة الرياض، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لوضع الدعاية لأنفسهم، واتخاذها وسيلة تجارية بتعبير وتأويل الرؤى مقابل مبالغ مالية، وذلك وفق ما تم الإعلان عنها رسمياً، من: (اللجنة المركزية والميدانية لمتابعة مزاولي الرقية والطب الشرعي) من أصحاب الصفحات والبرامج في مواقع التواصل الاجتماعي في تفسير الأحلام.
وقال الشيخ عايض العصيمي في حديثه لـ»الجزيرة»: كم يزعج كل عاقل تلك الممارسات الخاطئة شرعاً ونظاماً، من مدّعي التفسير والتعبير، بالدجل على عقول الناس، وضعفاء العلم والعقول، والعوام، والسذّج، ودهماء الناس؛ سلبوا منهم أغلى ما يملكون من سعادة ومال واستقرار، وخربوا البيوت والمجتمع بتفسيرهم وببيعهم الوهم على الناس، وتشكيكهم في أنفسهم بالحسد والسحر والأمراض؛ وتشكيكهم في ذويهم وأهلهم وأصدقائهم بالريب والفساد؛ فوقعت كوارث ومصائب لا تحمد عقباها! فكان لازماً أن يتم التدخل من ولاتنا وقادتنا وفقهم الله بالحزم ليرتدع كل مفرط ومسرف وفاسد، مذكراً بما قاله وكتبه سابقاً أن أقرب طريق للشهرة والثراء طريقان: امتهان الرقية وتفسير الأحلام!
وأوضح العصيمي أن هذا العلم: (تفسير المنامات): علم شرعي، محفوظ محروس، من اللعب والدجل، دخله في زماننا دخلاء كثر، زعموا، وعبروا، وأفسدوا، وخربوا، واستغلوا حاجات الناس بغير حق؛ صنعوا لأنفسهم دعايات ومكانة اجتماعية كاذبة، ومجداً مزيفاً، ولقد بحت أصوات العلماء، والمصلحين، والمثقفين، وعقلاء المجتمع، في التحذير من مثل هؤلاء المجاهيل وممارساتهم!
واستطرد العصيمي في حديثه قائلاً: أنه لمن المؤسف حينما تتصفح صفحات التواصل الاجتماعي: (تويتر مثالاً) تجد تلك الصفحات التي تَشّرَق وتغص بالممارسات الخاطئة من أشخاص مجاهيل، وضعفاء علم وثقافة، والناس تترامى وتتهافت على صفحاتهم وتزداد بالمتابعين والجماهير والأموال والدفع المالي المقدم لهؤلاء المجاهيل؛ وبعضهم يصدر الهم والغم لمتابعيه، والبعض يستغل الرؤى في أمور سياسية يزج بأجوبته في تغيير البلاد والكون ليستفيد، ويلمع نجمه وشهرته المزيّفة!
وشكر الشيخ عايض العصيمي في ختام حديثه: إمارة منطقة الرياض؛ وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض؛ حفظهما ووفقهما الله على هذه الخطوة الرائدة التنظيمية للبلاد لمثل هؤلاء الذين استغلوا الناس كذباً وباطلاً، وكم أتمنى من إمارات المناطق الأخرى في بقية بلادي الحبيبة أن تحذو حذو إمارة الرياض، وأن يعملوا بجد وقوة بالحد من ظاهرة هذه التجاوزات التي لا ترضي أحداً؛ حفظ الله لنا أمننا، وقادتنا، وبلادنا الغالية.