اهتمت الجهات المعنية بالدولة بإنشاء مشاريع لتأهيل وتطوير أواسط المدن ومراكزها التاريخية في عدد من مناطق المملكة ضمن «مشروع تأهيل وتطوير أواسط المدن بالمملكة» الذي تقوم عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وتهدف هذه المشاريع التي تعد أهم عناصر برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري إلى تطوير مراكز هذه المدن بما يواكب الحداثة ويحافظ على أصالة هذه المواقع كونها معالم حضارية تعكس تاريخ مناطق المملكة وتشكل هويتها.
وتشمل مشاريع تأهيل وتطوير أواسط المدن عددا من البرامج والأنشطة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك إحياء ودعم الحرف والصناعات اليدوية والتراثية وتطويرها، مما يجعل أواسط المدن مقصدا للسياح ووجهة جاذبة للزوار والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها.
وتشمل مشاريع تأهيل وتطوير أواسط المدن التاريخية، حتى الآن أكثر من (30) مشروعاً، منها ما تم الانتهاء من مراحل تأهيله وتطويره، وما يجري تنفيذه حالياً، وآخر تم طرحه للترسية تمهيداً لاستكمال مراحله التأهيلية. ومن هذه المشاريع مشروع تطوير وسط نجران، وسط الدرعية، وسط حائل، وسط جازان، وسط المجمعة، وسط تبوك، ومشروع تطوير وسط بلجرشي. ومشروع تطوير المنطقة المحيطة بقصر القشلة بوسط مدينة حائل، والمنطقة المحيطة بقلعة أعيرف وسط حائل، والمنطقة المحيطة بالقلعة الدوسرية بجازان، والمنطقة المحيطة بالقلعة والسوق في وسط مدينة الوجه بمنطقة تبوك.
كما أن هنالك مشاريع قيد الدراسة، ويجري تنفيذ بعض عناصرها، ومنها: مشروع تطوير وسط الطائف، وسط حوطة سدير، وسط أبها، وسط شقراء، وسط الخرج، وسط بيشة، وسط تمير، وسط ضبا، وسط لينة، وسط الوجه، وسط النماص، وسط الهفوف، وسط فرسان، وسط بريدة، ومشروع تطوير وسط البكيرية.
ومن المشاريع التي تعمل عليها الهيئة بالتعاون مع شركائها أيضاً، تأهيل وتطوير وسط مدينة الرياض، من خلال مشروع كبير يهدف لتحويل المنطقة إلى مركز تاريخي، وإداري، واقتصادي، وثقافي على المستوى الوطني، عبر «خطة عمل مشتركة» لكافة الأطراف المعنية بالتطوير في المنطقة.
بجانب مشروع تطوير وتأهيل مراكز الموانئ التاريخية لشمال البحر الأحمر (ينبع، الوجه، أملج، ضبا) والذي تقوم به وزارة الشؤون البلدية والقروية بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة الملكية للجبيل وينبع التي قامت أيضاً بتمويل دراساته الأساسية، وذلك بهدف إعادة تأهيل المباني التاريخية في مراكز بعض المحافظات والموانئ شمال البحر الأحمر، وتأهيل المواقع والمباني وتوظيفها ضمن مخطط شامل للتطوير, وتوضيح حدود المراكز التاريخية ومناطق الحماية المحيطة بها وكيفية التعامل معها. كما عملت الهيئة وفق مبدأ الشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات بالعمل على تطوير عدد من عناصر الجذب السياحي في نطاق بعض أواسط المدن، حيث تعمل الهيئة على وضع التصورات التصميمية والمخططات التنفيذية لتلك العناصر ليتم بعد ذلك التنفيذ من قبل البلدية.
ولهذه الآلية أثر بالغ في تكوين مواقع مطورة وفق مقاييس عالية تتوافق مع متطلبات السائح والمستفيد من هذه المواقع على حد سواء، لتكون بذلك نواة نموذجية لتطوير المناطق المحيطة بها والممرات المؤدية لها.
وأعدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني استراتيجية لتطوير وسط المدينة التاريخي والتراثي تتمثل في الحفاظ على أصالة أواسط المدن وترسيخ الهوية العمرانية التاريخية لها إلى جانب إعادة الحراك الاجتماعي والعمراني والاقتصادي وإثراء الحس الوطني ورفع مستوى الانتماء من خلال: تحسين جودة البيئة العمرانية وتجميلها بما يتوافق مع تاريخ المنطقة العريق، إعادة الطابع التاريخي للمباني الواقفة على المحاور والساحات، تطوير عناصر داخلية بوسط المدينة (متحف، قصر، مسجد وغيره).