صدر حديثاً كتاب جديد بعنوان: «لو كنت مكانه» للأستاذ عمر بن إبراهيم بن سليمان العُمري، الذي أكد فيه أن الإنسان يستطيع إدارة ضغوطه والتصرّف بحكمة وذكاء في المواقف الصعبة التي يمر بها, ويعبرها بسلام بأقل الخسائر.
وقدم للكتاب الجديد الذي يقع في 94 صفحة من الحجم الصغير، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري، الذي قال في تقديمه: «لقد نشأ الأخ عمر جاداً في عمله متعلماً من كل فرصة في الحياة ذا علاقة مميزة بإخوته وعائلته على خلق عالٍ, رأيته عن قرب يتلمّس طريقه في الحياة في خضم أحداث وتيارات ضاغطة وجاذبة، ومغرية؛ فيختار منها طريق النور طريق الأسوة والقدوة طريق خير البشر وهاديهم ليسطر من مواقفه مع أهله، وأصحابه، بأسلوبه العذب الجذاب موضوعات هذا الكتاب المبنية على مواقف نبوية اختار لها عناوين مناسبة، تجعل القارئ يتصور الموقف، ومن ثم يحاكيه في حياته العامة والخاصة، لينفع بها نفسه ومن حوله. تبعاً لأمر الله:
{لَّقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَة لِّمَن كَانَ يَرجُواْ اللَّهَ وَاليَومَ الأخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِير} سُورَةُ الأَحزَابِ.
وجاءت موضوعاته تتعلّق باختيار الطريق واتباع الحق، والبعد عن الهوى والعاطفة، ولزوم الحدود المعروفة، وعلو الهمة، ورفيع الخلق، والتعلق بالخالق، واعتمد -وفقه الله- في الاستئناس بتلك المواقف النبوية، من خلال مصادر أصلية يعتد بها في نقل الروايات، وجاء هذا الكتاب ليضيف مولوداً ثقافياً جديداً ضمن إنتاجه الثقافي السابق.
وبيَّن الأستاذ عمر العُمري في مقدمة إصداره الثالث بعد كتابيه «أجمل أثر»، و»القادرون» - بيَّن من خلال هذا الكتاب رغبته في الاستشهاد بمجموعة من الأحاديث التي صحَّت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها الكثير من الذكاء الاجتماعي الذي له أثره الكبير في استمرار الحياة دون منغصات ومشكلات, والكثير من المواقف التي تعامل معها بذكاء واتِّزان حُقَّ لها أن تكون لنا منهج حياة, داعياً القارئ الكريم أن يتخيل نفسه في تلك المواقف التي مرت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويقارن ردَّ فعله الذي يقوم به عادة بفعل نبينا عليه الصلاة والسلام؛ ففي قصصه عليه الصلاة والسلام وردود أقواله وأفعاله مع الصبيان والنساء والرجال وحتى الأعداء نجد ما يُعجب كل متأمّل؛ فهو يقوم بالرد بمهارة بطريقة لينة رحيمة تجمع بين اللين والرحمة والعطف والمحافظة على هيبته ووقاره وقوته عليه الصلاة والسلام.
فهو يأكل كما نأكل ويشرب كما نشرب وينام ويقوم ويسعى في الأرض كما يفعل البشر. ولكنه كان خير قدوة. وترك لنا من الأحكام والآداب ما يجعلنا نعيش حياة سعيدة كريمة من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.