تحدث الدكتور عبدالحكيم العوَّاد عن تاريخ نشوء الدرعيَّة، وتاريخيَّتها، وأبرز رجالاتها وقلاعها وحصونها ووديانها وشعابها، وعن ظهورها في مسرح الأحداث، وتحديد المواضع والأمكنة فيها وتاريخ قدوم جدِّ الأسرة الحاكمة إليها من خلال أقدم مخطوطة ورد فيها اسم الدرعيَّة كُتبت في منتصف القرن التاسع الهجري، مشيرًا إلى أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مكان بناء قصر العوجا العامر في الدرعية جاء محاذيًا لحي الطريف؛ ليأنس بالقرب من مراتع أجداده، ويحتفي بأمجادهم وكفاحهم في نشر العقيدة الصافية وتأسيس الدولة السعودية الأولى. جاء ذلك في محاضرة بعنوان «الدرعيَّة بين باب سمحان وباب سلمان: أطلس تاريخيّ ولمحة وصفيَّة» ألقاها بدارة العرب الباحث د.عبدالحكيم العواد، وأدارها د.عبدالعزيز الخراشيّ ضحى السبت 15 محرّم 1441هـ ـ 14 سبتمبر 2019م.
واستعرض أحياء الدرعيَّة ومنها «غصيبة» التي كان يسكنها قديمًا آل دغيثر مع قومهم آل يزيد، و»سمحان» التي انتُقل إليها بعد اكتظاظ «غصيبة» بالسكَّان، و«ملوى النقيب» الذي عُرف في البدء بحي ملوي؛ و«السريحة» الحي الذي ما زال محتفظًا باسمه منذ القدم، و«البجيري»، و«المريح»، و«الطريف»، موضحًا أن الانتقال إليه جاء في أواخر حكم الإمام محمد بن سعود وبداية حكم ابنه عبدالعزيز.
ثم تحدّث عن سور الدرعيَّة الذي بُني عام 1172هـ زمن الإمام محمد بن سعود، مشيرًا إلى أن طوله يبلغ اثني عشر كيلًا وثمانمائة مترًا بمساحة إجمالية بلغت أربعة كيلو مترات مربعة، كما تحدث المحاضر عن المواضع التي ذكرها ابن بشر في الدرعيَّة، ومنها «مشيرفة»، «الزلال»، «ناظرة»، «حصن شديد اللوح»، «باب قلعة البلد».
وأوضح المحاضر أن الحرب التي مرت بها الدرعيَّة وما نتج عنها من خلو البلدة من السكان، بعد أن أرغموا على الجلاء منها، سبب رئيس في جهل المتأخرين المواضع الحالية لكثير من الأماكن التي كانت مسرحًا لأحداث الدرعيَّة آنذاك.
كما قدم وصفًا لأحياء الدرعيَّة وسورها والمواضع التي كان أهل الدرعية والقرى المجاورة يعظمونها، والأماكن التي وردت في قصيدتين لشاعرين من أبناء الدرعية وصفاها على الطبيعة.
واقترح في ختام المحاضرة على المسؤولين في الهيئة العليا لتطوير بوابة الدرعية وضع لوحة تعريفية في كل موضع من تلك المواضع، وترسيم الحدود الفاصلة بين أحياء الدرعية بأرصفة حجريَّة، وإعادة بناء بيوت تلك الأحياء وفق النمط السائد آنذاك، وإعادة بناء السوق الذي كان يقام في المواسم على ضفتي الوادي، إضافة إلى عمل فيلم درامي بلغات عدة، وأن يتم تصويره في الدرعية التاريخية بعد إعادة بنائها ليبرز تاريخ الدولة السعودية الأولى ويجسد شخصياتها وما جرى فيها من أحداث. ثم فُتح المجال للحاضرين للأسئلة والمداخلات التي تفضل بالرد عليها وأثرت المحاضرة.