لقد أحببتُ الكتابة منذ الصغر، فمنعني التردد وطلب الكمال، والخوف من النقد، من الممارسة، فهل استطعت أن أتجاوز هذه العقبات مع الزمن؟
أدركت مع مرور الوقت أن الكمال لا وجود له، وأن لكل عمل جبار بداية بسيطة، وأنه لا بد من وجود الأخطاء؛ فهي السبيل الصحيح للوصول إلى التصحيح والرقي.
في البداية كنت أكتب في مذكرات سرية، لا أسمح لأحد أن يطلع عليها، فهي تحمل مشاعر عاطفية غزلية بحتة، منعني الحياء من مشاركتها.
بعد ذلك كانت الانطلاقة من البرنامج الشهير «تويتر» وكنت أكتب خلف اسم مستعار، أكتب وفي اليوم التالي أقوم بحذف ما كتبته، لأنني أعيش في مجتمع يرفض أن تبوح الأنثى بمكنونها العاطفي، وما زال.
وبعد صراع دام لأعوام، ومع تشجيع زوجي الحبيب؛ كتبت مقالاً بعنوان «أحب مكارم الأخلاق جهدي»، وقمت بنشره في صحيفة «الجزيرة» ومجلة «البيان» استحسنه الكثير ممن حولي، وأولهم والدي -رعاه الله- فتتالت بعد ذلك المقالات الأخرى، فرأيت أن أجمعها في كتاب واحد، وكان السبب في ذلك؛ أنني عانيت من جمع البعض من مقالات ابن العم، والحمو العزيز، والكاتب القدير عبدالرحمن الأنصاري في مجلدات لحفظها من الضياع.
وقد تم بفضل الله إصدار كتابي المتواضع «قيد الخاطر» فكان أول ظهور له في معرض الرياض الدولي للكتاب بتاريخ (7-7-1440هـ) وعندما لامست يديّ صفحات الكتاب، وشممت رائحة أوراقه، وتفحصته بعناية، كانت فرحتي عظيمة، كفرحة الأم بعد عناء المخاض بمولودها الجديد، تماماً ككتابي صغير في حجمه كبير بمحتواه المتنوّع:
إنه اليوم الذي أرقبه
شع نوراً فاق آلاف الملاح
فيه أخبرت بإصدار الكتاب
فتعالى الصوت أهلاً بالكفاح
«قيد الخاطر» بذرة لكتابات جديدة ومثمرة -بإذن الله- هو بمثابة الخطوة في الطريق الطويل، هو حلم شدني وجعلني شغوفة؛ لقراءة الكثير من الكتب؛ وحضور الكثير من الدورات؛ لأخذ الفائدة والخبرة ممن سبقوني في هذا المجال الخصيب.
ومن خلال القراءة؛ تعلَّمت أن لا أستصغر ما أكتبه، فبالبذور تنبت الحقول، وبالأحرف تُصقل العقول.
وأخيرًا تجاوزت كل تلك التحديات:
فلك الحمد إلهي دائماً
ولك الشكر على هذا النجاح
وأنتم كذلك يا من ترددتم، وما زلتم، تستطيعون تجاوزها؛ ولكن لا بد من «خطوة أولى».