(تصوير - ظافر الشهري):
تتميَّز محافظة المجاردة الواقعة في إقليم تهامة شمال غرب منطقة عسير بمشاهد خلابة من الطبيعة الساحرة، من جبال ووديان، تحوي أنواعًا من الأشجار والأغطية النباتية؛ وهو ما جعلها مقصدًا سياحيًّا مهمًّا في المنطقة.
وتحوي المجاردة عددًا من المواقع السياحية الجميلة، منها:
وادي الغيل: من بين هذه الوجهات التي يقصدها الزوار وادي الغيل الذي يعد من أخصب أودية تهامة، ويقع على حدود المحافظة الشرقية، ويحفل بمشاهد رائعة للمياه الصافية التي تتدفق من العيون؛ لتروي ظمأ أشجار النباتات، كالكادي والبن والموز؛ فتنثر عبيرها في أرجاء الوادي؛ ليستقبل زواره بريحه الطيب، وسط مشاهد النباتات الخضراء التي تنسدل على الوادي المنحدر بشكل متدرج من قمة الجبل؛ لتضفي لمساتها الخضراء على طبيعة المكان. ترتمي مساكن أهل الوادي في أحضان الجبل بارتقائها نحو جزء مرتفع عن أرض الوادي نفسه، وتجتمع بلونها الأبيض؛ لتعبر عن صفاء لا يقل عن طبيعة مستكينة، تلف كل من يقف في المكان. ويمتهن السكان الزراعة بفضل طبيعة الوادي الخصبة، واعتدال مناخه إلى حد كبير طوال العام، وهطول الأمطار في مختلف الفصول. ومن اللافت في هذه المساكن بناؤها بطريقة متلاصقة، وارتباطها فيما بينها من الداخل، إلا أن كلاً منها يحتفظ بخصوصيته. وتجمع المباني هوية واحدة من إرث الحضارة القديمة التي تستخدم فيها الأحجار في عملية البناء، مع الطرق التقليدية في تغطيتها بالأخشاب والطين، أو اللجوء إلى استخدام بعض مواد البناء الحديثة حاليًا.
عقبة سنان: تقع على ارتفاع 2500 متر، وتربط بين المجاردة والنماص عبر طريق وعر، يرتقي من الأسفل حتى قمة الجبل بطول 12 كيلومترًا، قام أهالي المنطقة بتمهيده بأنفسهم منذ القدم، ويتطلب احترافية كبيرة من قائد السيارة، وإلمامًا بالطريقة الأنسب للقيادة في هذه التضاريس الوعرة لتجنب ما يمكن أن يتعرض له من مخاطر خلال هذه الرحلة التي تتم ببطء نظرًا لضيق الطريق، وزاوية الانحدار الشديدة.
جبل تهوى: يقع شمال وادي الغيل ووادي خاط، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر نحو 1700 متر. ويشتهر الجبل بكثرة مغاراته وأشجاره الكثيرة، إلى جانب الكثير من المزارع والعيون. ولم تقف الجبال عائقًا أمام الطرق والمنازل؛ إذ سيجد المار نفسه في طرقات تعبر بين هذه الجبال، فيما ستكون مشاهد المنازل التي تتسلل بين الجبال نحو الأعماق مألوفة في كل الاتجاهات نظرًا إلى طبيعة الموقع الذي تسيطر الجبال على الأجزاء الشرقية منه، وتترك مساحات واسعة فيما بينها، استغلها السكان في تكوين مزارع، وبناء منازل خاصة. فيما تشتهر المحافظة بجبال أخرى، منها جبل القرن الذي يرتفع عن سطح البحر نحو 1900 متر.
ولطالما اشتُهرت الجبال في المنطقة قديمًا بوجود الحيوانات المفترسة إلا أن مشاهدة تلك الحيوانات كادت تختفي في الآونة الأخيرة.