عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) ما إن انتهت مباراة فريق الوحدة وفريق النصر الدورية، والذي كسبها العالمي برباعية نظيفة إلا ويظهر مدرب الوحدة (الداهية) بمثل لم يكن على البال ولا على الخاطر عندما ذكر أن النظام في دوري المحترفين الإنجليزي لا يسمح بمشاركة اللاعب مع الفريق المعار إليه إذا قابل فريق اللاعب الأساسي والمعار منه وهنا كأنه يرمي فشله في إدارة اللقاء على أحد لاعبيه، وهنا يكمن السؤال من أشرك اللاعب؟ من وضع التشكيلة والخطة؟ إذا كنت يا ميدو تؤمن ومقتنع بالنظام الإنجليزي لماذا لم تبعد اللاعب الذي يراودك الشك فيه؟ لماذا لم تقم باستبدال اللاعب عندما رأيت أو أوحي لك أن اللاعب ليس في يومه؟ أما أن تضرب مثلاً ليس له داع ولا مبرر ثم تحاول أن تتملص وتقنع الآخرين بنيتك والله أعلم ما هي وماذا كنت تقصد وفي النهاية ترمي الملامة على من نقل حديثك وتتهم الآخرين بتفسير خاطئ وأنت من أخطأت في حق فريقك ولاعبك وليت الأمر توقف عند هذا الحد فقد استرسلت، وحاولت أن تبرر الفشل وعدم إدارة اللقاء بالصورة المأمولة وخذلت من راهن عليك لتواصل الإساءة والقذف في حق جماهير عاشقة ومحبة للكيان الأحمر، وهذا أمر يعتبر جديداً في المجتمع الرياضي السعودي، فالمناوشات دائماً ما تحدث بين الجماهير لوحدها أو الإعلاميين واختلاف وجهات نظرهم أو إدارات الأندية وموقف كل نادٍ لانتصار رأيه أما أن ينزل مدرب محترف ويقود نادياً كبيراً وعريقاً لمستوى التطاول والشتم مع جماهير ومدرج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه جديدة وغير مسبوقة بالنسبة لي.
المشكلة أن يحضر تبرير معتاد (سامج) دائماً ما يلجأ إليه المتورط عندما يقول إن حسابي مخترق وهذا المبرر لم يعد مقبولاً أو يقبل به بعد أن أصبحت التقنيات الحديثة تثبت صحته من عدمها ثم كيف يتم اختراقه إذا كان موثقاً ورسمياً ثم لماذا يتم اختراق حساب شخص عادي (مدرب) فدائماً ما يتم اختراق حسابات كيانات ووزارات ومصالح وليس أشخاصاً عاديين حتى ولو كان اسمه مرتبطاً بإنجاز رياضي كلاعب أو محلل أو حتى مدرب.
لقد كان قرار إدارة نادي الوحدة موفقاً ورائعاً بإلغاء عقد المدرب، فالمدرج لأي نادٍ خط أحمر، وكرامة المشجع وأهله خط أحمر، واتهامات اللاعبين بدون إثبات خط أحمر، فكل شيء خارج حدود الأدب خط أحمر، فشكراً لإدارة أعرق الأندية وأقدمها على الخطوات الموفقة التي اتخذتموها لمدرب انكشف مستواه وثقافته وعقليته وتفكيره من خلال خسارة لقاء حتى ولو كانت بالأربعة.
نقاط للتأمل
- قلنا وكررنا من لا يملك ثقافة المجاملة وأسلوب التعاطي مع ثقافة التويتر فليس له حاجة فيه فكم من شخص قبع خلف القضبان بسببه، وكم شخص وقف في المحاكم بسبب تغريدة ناهيك عن العقوبة الإلهية في التجاوز من تهم وقذف، فكل هذا أنت في غنى عنه إن لم تستطع السيطرة على مشاعرك وميولك وواقعك وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني.
- تعودنا أن لاعبي الأندية يتم تفريغهم لخدمة المنتخب وتمثيله بصورة مميزة ولكن أن يفرغ المنتخب من اللاعبين لمصلحة الأندية فهذه جديدة فماذا يعني ألا يتم ضم لاعبي الأندية في أيام الفيفا أسوةً ببقية المنتخبات، فكل شيء متوقف محلياً وعربياً وقارياً وأعتقد والله أعلم أن الطاسة ضايعة إن كان في الأساس فيه طاسة.
- يوم بعد الآخر يؤكد حمدالله اللاعب المغربي ومحترف نادي النصر أنه مهاجم من الطراز الأول وأنه مكسب للدوري السعودي وللنصر، فهو إضافة وقيمة فنية عالية، إضافة إلى ثقافته الاجتماعية فمهما حاول البعض سحبه خارج الملعب من خلال انتقاد أو التدخل في شؤونه وشؤون منتخب بلاده إلا أنه لا يعير ذلك أي اهتمام، وهذا دليل على أنه على مستوى كبير من الوعي والإدراك ويقرأ ويعي ما يحدث ولم يسئ في أي يوم من الأيام لأي لاعب أو فريق منافس، وهذا هو اللاعب المحترف الذي يجب أن يكون متواجداً في دوري كبير كدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
- من القلب أقول مبروك للاتحاد إدارة ولاعبين وجماهير على الفوز الأخير في الجولة الرابعة والعشرين والتقدم إلى المركز الثالث عشر، ومغادرة قاع الجدول الذي لازم الفريق منذ بداية الدوري وحتى الجولة الأخيرة، والكل سعيد لخروج العميد من القاع، فتعاطف الشارع الرياضي المحلي والخليجي والعربي مع العميد لم يأت من فراغ، بل لمكانة وتاريخ النادي المونديالي وبطولاته ومدرجه العظيم وكل ما نتمنى أن يستمر ويتقدم إلى مراكز الوسط من خلال الجولات الست المتبقية والعمل من الآن لموسم قادم جديد مختلف في فكره وماله وإدارته.
خاتمة: تسير الأيام وتتعاقب الأحداث وتتحرك الأمواج يمنة ويسرة وبلادنا ثابتة مستقرة والبقية متحركون، واستمرار تدشين المشاريع الحيوية وغير التقليدية أكبر دليل على ذلك، فلله الحمد والشكر والمنة والامتنان لقيادة الوطن ولشعبه العظيم الذي لا يتوقف طموحهم عند حدٍ معين، وبالشكر تدوم النعم.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.