«الجزيرة» - الشارقة تغطية وتصوير - محمد المنيف:
اختتم بينالي الشارقة حفل تدشين دورته الرابعة عشرة بعد أن وضع قبل أيام لبنة جديدة في مسيرة بنائه أقيم لتدشينه احتفال رسمي شرَّفه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بحضور الشيخة حور القاسمي رئيس ومدير مؤسسة الشارقة للفنون المشرف العام على البينالي وعدد كبير من المسؤولين ورجال الإعلام وضيوف البينالي تشريف يتكرّر مع كل دورة يؤكد فيها الدعم الرسمي والشعبي للبينالي بما يحظى بوقفات التقدير والدعم من العديد من المؤسسات التي تؤمن بأهمية العمل المجتمعي.
وبمناسبة اختتام الاحتفال بانطلاقة الدورة الرابعة عشرة للبينالي قالت الشيخة حور القاسمي «لقد حاول بينالي الشارقة عبر مسيرته الطويلة أن يكون منصة للمبدعين، ونافذة لدعم وتطوير الفنون المعاصرة، وأن يتماهى مع مشروع الشارقة الثقافي الذي كان وما يزال مرجعيتنا الأولى في كافة المشاريع والبرامج التي نقيمها في مؤسسة الشارقة للفنون». وأضافت «وكلنا أمل بأن يمثّل هذا اليوم إضافة إلى تقويم العمل الثقافي، وأن يعبر عن طموحاتنا وتطلعاتنا في مؤسسة الشارقة للفنون التي أكملت في هذه الدورة عامها العاشر، وهي لا تزال تعمل يوما إثر يوم على تطوير برامجها وفعالياتها بما يلبي احتياجات مجتمعاتنا المحلية، ومكانة الإمارة على الصعيد الإقليمي والدولي».
البينالي وإضافة الدور السياحي والإعلامي للشارقة
لقد أسهم أسلوب توزيع الفعاليات على امتداد إمارة الشارقة في التعريف بالكثير مما يجهله الإعلاميون عن هذه الإمارة الذين حضروا من مختلف دول العالم الذين حرصوا على بتهيئة وسائلهم لتسجيل الواقع البيئي والاجتماعي فوتوغرافيا وفيديو لكل ما يمرون به من مدن وجبال ومناطق صحراوية أدهشت الكثير منهم عند توجههم لمواقع الفعاليات التي توزعت فيها برامج البينالي الذي حملت هذه الدورة ثيمتها بعنوان (خارج السياق) تضمنت ثلاثة معارض رئيسية هي: «رحلة تتخطى المسار»، و»صياغات لزمن جديد»، و»ابحث عني فيما تراه.
لقد أضاف البينالي بتلك الرحلات واجهة سياحية وإعلامية إلى دوره الفني والإبداعي عند توزيع الفعاليات في عدة مواقع من إمارة الشارقة مثل منطقة المريجة، ومنطقة الخط، ومنطقة الفنون، واستوديوهات الحمرية، ومصنع كلباء للثلج، وروضة كلباء، إلى جانب أحد المواقع في إمارة أم القيوين.
وقد تضمن برنامج بينالي الشارقة 14 المعنون بـ(خارج السياق) توليفة مميزة من عروض الأداء التي مزجت ما بين الموسيقى والرقص والقراءة والغناء، وفي مقاربة لبعض تلك العروض أحيا الفنان نيو مويانغا في عمله الموسيقى «في منزل ميكدبا» الذي أقيم على شاطئ البحر في مدينة الحمرية ذكرى مغنية الجاز الراحلة ميريام ميكدبا، في مسيرة كان لها طابع جنائزي تداخلت فيها أنغام الموسيقى الحزينة مع الحركات التعبيرية لمقدمي العرض الذين اتشحت ملابسهم بالسواد.
بينما حاول الفنان مهاو موديساكنج من خلال عرض أداء «أرض الزنج» الذي أقيم في مصنع كلباء للثلج، أن يربط ما بين عمليات التهجير في تاريخ جنوب إفريقيا المليء بالتمييز العرقي، وبين تجارب أفارقة الشتات الذين اكتسبوا رسمياً صفة رقيق، حيث اجتمع في المصنع أكثر من عشرين راقصاً وعازفاً يقودهم موديساكنغ، في تفاعل مع أغراض متعددة وآلات موسيقية يستعاد من خلالها التاريخ المادي للشاطئ السواحلي والتقاء البحارة والتجار والبضائع والعبيد الأفارقة.
كما شهدت إمارة أم القيوين عرض أداء بعنوان «عبر الوطن» الذي قدم من قبل مجموعة نيو أورليانز أيرليفت، في موقع الطائرة المهجورة في الإمارة. واستكشف عرض الأداء مفاهيم متنوعة حول السفر والهجرة والوطن والحدود، وأسئلة تتعلق بالهوية الوطنية والشخصية ومعنى الوطن. وقد شارك بعض مواطني دولة الإمارات والمقيمون فيها في تقديم عرض الأداء واستخدم موقع الطائرة المهجورة كمساحة مفتوحة وغير محددة تمثّل الإسقاط الذاتي والانعكاس واللقاء الجماعي. كما شارك في العرض فريك مغنى الراب الصومالي المولد، وإكس وهو مغني تجريبي فلبيني يقيم في دولة الإمارات، ومونستر كرو مصمم رقصات من أصل جنوب آسيوي.
وفود إعلامية عالمية
من بينها «الجزيرة»
هذا وقد حظي افتتاح البينالي وعلى مدى أسبوع أقيمت فيه الحوارات والإبداعات الأدائية وإقامة لقاء مارس بحضور إعلامي عالمي وعربي في تخصصات النقد والرأي والتغطيات الإعلامية من متخصصين في مجال الفنون والثقافة كانت «الجزيرة» وللمرة السابعة ممن حظي بالدعوة لحضوره وتغطية فعاليات افتتاحه.. والمشاركة في النقاشات الإعلامية والنقدية مع أعضاء. الوفود خلال التنقل وحضور الفعاليات التي أقيمت في مواقع عدة من إمارة الشارقة.
إعلان الفائزين في دورة البينالي الرابعة عشرة
هذا وقد أعلنت يوم الافتتاح عن أسماء الفائزين بجوائز الدورة الرابعة عشرة من بينالي الشارقة، على النحو التالي فازت الفنانتان أوتوبونغ نكانغا وإيميكا أوغبوه بالجائزة الأولى عن عملهما المتميز «الشيخوخة تدمر الحلم فقط لتستعيد إزميل الماضي الصلب». بينما حصل الفنانون محمد بورويسة، وشيزاد داوود، وفان ثاو نغوين، وتشيو تشيجي على تنويه خاص من لجنة التحكيم.
الجدير بالذكر أن بينالي الشارقة يعد من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي؛ فقد لعب منذ انطلاقته عام 1993 دوراً مهماً في تفعيل المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة مشكّلاً منصة عرض لأهم ما تشهده الحركة الفنية حول العالم، كما استطاع أن يشكّل جسراً ثقافياً بين الفنانين والمؤسسات الفنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.