جدة - أبرق الرغامة - المحرر التشكيلي:
في مساء استحضرت فيه روح وعبق التاريخ ومواقف الأمجاد والأجداد في أبرق الرغامة في محافظة جدة، مساء تألق به الفن التشكيلي واحتفى بمبدعين في مجال من مجالات الفنون التشكيلية وهو البروترية (رسم الوجوه) الذي يعد من المجالات المتفردة برصد الحالات الإنسانية التي يظهرها الوجه ويلتقطها الفنان الحاذق بأسلوبه الذي ينافس الكاميرا عندما يكون أمام الشخص المراد رسمه. يستخلص الفنان ما يخفيه من تعبير الوجه من حزن أو فرح لا يمكن لنا إخفاءها باعتبارها لغة توجه الرسائل للآخرين عند أي موقف هذه القدرة لا يجيدها إلا القليل من فناني العالم، كما نشاهده في كثير من اللوحات العالمية ومنها لوحة الموناليزا التي قدم فيها دراسات مستفيضة شارك فيها علماء نفس وغيرهم ما يجعل الفنان أقرب لمشاعر الإنسان من الكاميرا.
مسابقة حملت اسم جائزة الفنان ضياء عزيز للبؤوترية تنافس عليها جيل من الشباب الممتلك لزمام وأدوات استنباط المشاعر، كون الوجه البوابة إلى الأعماق والأكثر صدقًا للتعبير لمن نلتقيهم.
حفل يليق بالمبدعين فيه
ففي يوم الخميس القبل الماضي جمع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة بمدينة جدة المبدعين وعشاق الفن التشكيلي من مثقفين وإعلاميين وفنانين من جدة ومن خارجها على مستوى الخليج العربي، حيث اختتم في ذلك المساء الملون بألوان الحب ورقي الذائقة مسابقة ضياء عزيز ضياء للبورتيريه 2018، قام على تنظيمها جمعية الثقافة والفنون في جدة بنجاح تناسب وتوازي مع مقام راعيها صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وقيمة ما قدمته داعمتها مؤسسة ليان الثقافية ورقي مستوى المشاركين فيها ممن رشحوا لها ومن لم يحالفه الحظ بالترشيح وبمن فاز بها.
حفل تنوعت فيه فنون الجمعية
أعدت جمعية الثقافة في جدة المنظمة لحفل المسابقة حفلاً تنوعت فيه الإبداعات بنماذج من فنون الجمعية المعهودة التي تختص بها، بتقديم من الإعلامي الأستاذ سعد زهير، ثم بدأ الحفل بالسلام الملكي، تلا ذلك كلمة مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة سعادة الأستاذ محمد آل صبيح الذي قدم الطفل قسورة زيد زارع الموهوب في الخطابة والمسرح ليلقي كلمة الترحيب بدلاً عنه، عطرها قسورة بتذكير راعي الحفل الأمير فيصل بإهداء الأمير له جنيه ذهب في إحدى المناسبات الثقافية، قال إنه حفزه ويحفز جيلة بالارتقاء بمواهبهم.
تبع ذلك قراءة لمفهوم فن البروترية ألقاها الدكتور الفنان عصام عسيري ثم قام بعد ذلك راعي الحفل صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بإلقاء كلمة بدأها بالقول «هنا كانت ملحمة التوحيد، بل بداية مشروع دولة موحدة ساهمت في رفاهية شعبها ومحاربة الفقر والمرض والفساد». وأضاف سموه «إن هذه الليلة أعادت له ذكرى مع الصديق ضياء عزيز ضياء لثلاث لوحات كانت بداية مشروع جمعهم يعتز سموه به يخلد مكانة ورسالة هذا البلد الأمين». تمثل في إقامة معرض مساجد تشد لها الرحال التي تولته ودعمته مؤسسة ليان الثقافية وتنقل إلى دول عربية وإسلامية وصلت الأعمال في المشروع أكثر من سبعين لوحة هي في ازدياد، كما ختم كلمته بشكره لجمعية الثقافة والفنون بجدة لجهودها وحسن تنظيمها لهذه المسابقة.
ثم قدم مجموعة من أطفال جمعية الثقافة بجدة بمشاركة كشافة إدارة التعليم نشيد بعنوان (إشرقي) لقي إعجاب الحضور.
كما كان للضيوف كلمة ألقاها الفنان التشكيلي الإماراتي الدكتور محمد يوسف الحمادي ضيف المسابقة، أشار فيها للتلاحم بين قيادات البلدين والعلاقات بين أبناء المملكة والمارات ودور الثقافة والفنون في تأكيد تلك العلاقات، مضيفًا دور نحافظة جدة وكما توصف بـ(جدة غير) خصوصًا في الفعاليات الثقافية والفنية وتكريمها للمبدعين.
كما لم يخلُ الحفل من وقفات حالمة مع آلة الساكسفون وعازفها الأستاذ الفنان سعد الحارثي بدأها بمقطوعة رومانسية ليختم مقطوعاته بمقطوعة وطنية بلادي (منار الهدى للملحن سراج عمر -رحمه الله) ألهبت أكف الحفل بالتصفيق والتفاعل.
إعلان فوز الفنان
الألمعي بالجائزة
عقب ذلك قام الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء صاحب الجائزة بسرد أسماء الفنانين المرشحين للجائزة، حيث تم عرض الأعمال المرشحة على خشبة المسرح ووقف كل فنان بجانب عمله، وحظيت جميع الأعمال بإعجاب الحضور وتصفيقهم عند عرضها على الشاشة لإبداعهم الجميل في رسم عدد من الشخصيات القيادية والأدبية، ثم وجه الفنان ضياء الدعوة لصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله ومدير جمعية الثقافة والفنون الأستاذ محمد آل صبيح لإعلان اسم الفائز بالجائزة، والتي كانت من نصيب الفنان التشكيلي فايع الألمعي مستلهمًا شخصية الأمير خالد الفيصل مبدع الشعر والفن التشكيلي، برزت في اللوحة تلقائية سموه وتعبيرات وجهه المؤطرة بابتسامته المعهودة. واختتم الإعلان عن الفائز بالمسابقة الثانية بالإعلان عن المسابقة القادمة التي خصصت لرسم الخيل العربية.
تكريم الضيوف والمشاركين
وفي ختام الحفل قام صاحب السمو يشاركه الفنان ضياء عزيز ومدير جمعية الثقافة والفنون في جدة محمد آل صبيح بمشاركة مدير قسم الفنون البصرية الفنان أحمد الخزمري بتكريم الضيوف الدكتور الفنان محمد يوسف الحمادي من الإمارات، كما كرم الفنان والإعلامي محمد المنيف نظير جهوده في الساحة التشكيلية إداريًا وممارسًا مع ما قدمه من خدمة في الإعلام التشكيلي على مدى ما يقارب الأربعين عامًا وما زال من خلال صفحة الفنون التشكيلية في جريدة الجزيرة.
كما شمل التكريم أعضاء اللجنة للفنون البصرية في مقدمتهم رئيس اللجنة الفنان أحمد محمد الخزمري، كما كُرِّم كل من الفنانين هشام بنجابي وخيرالله زربان، أحمد حسين، محمد الشهري، أمل الزهراني.وتواصل التكريم للمشاركين من الفنانين الحضور والذين تم ترشيح أعمالهم المتميزة للجائزه جاءوا كالتالي :ـ
عبدالإله القيصيمي، نجاة مطر، رشا عبد الشكور، نايف سويد، جيلان عنجي، فايع الألمعي، يثرب محمد، إيناس البقمي، عبد الله بن صقر، نوف العصمي، أحمدزهير، عبد الله الدهري، نورو القحطاني.