منذ أيام وعلى خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول تتعرض المملكة لهجمة شرسة وحملة إعلامية ممنهجة بعيدة عن الإنصاف أو التعاطي المتسق مع حجم هذه القضية!
فهذا التصعيد لا يمكن تصور أن يكون وليد يوم أو أسبوع وإنما شهور من التخطيط والإعداد والتنسيق حتى تكالبت دول ومؤسسات وشخصيات وتوافقت في سيناريوهات معدة مسبقاً للنيل من سمعة ومكانة المملكة العربية السعودية وقيادتها فقد عرف عن هذه الدول والتنظيمات حقدها الدفين والمعلن على قيادة وشعب هذه البلاد المباركة.
المستغرب والمستهجن في نفس الوقت أن كل هذا الهجوم الجائر كان استباقاً لنتائج قضية ما زالت تحت التحقيق ولم يصدر تصريح رسمي من الجهات الأمنية التركية.
والسؤال لماذا كل هذا؟
إن المتتبع لما حققته المملكة العربية السعودية خلال الثلاث سنوات الماضية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم فإنه يجد مبرراً قوياً لتربص الأعداء فقد أعاد توازن القوى في الشرق الأوسط وقطع يد الإرهاب والعبث الإيراني الإخواني القطري في دول المنطقة وما جلبته من ويلات وحروب ودمار مقدرات ومكتسبات الشعوب العربية وكانت رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الشاب الطموح محمد بن سلمان بمثابة نقلة نوعية ومبشرة بعهد جديد من النمو والرخاء لهذه البلاد واحتلالها مكانة عالمية سياسياً واقتصادياً وإن كانت أثارت دهشة وإعجاب الغرب والشرق فإنها أثارت حسد وعداء من لا يريد خيراً لأهل هذه البلاد بلد التوحيد وقلب الأمة الإسلامية النابض.
هذه الحملة الاعلامية المسعورة يراد بها ابتزاز المملكة، وتحجيم دورها الاقليمي والدولي ولعل أخطر ما ترمي إليه الحملة الكاذبة على المملكة هو التلبيس على العامة وزعزعة ثقة شعب المملكة في قيادته!!
لكن هيهات فتلك شنشنة نعرفها من أخزم فمن فجر هذه الأكاذيب ومن يقودها لا يدرك بعد حجم ومتانة وتاريخية العلاقة بين شعب المملكة وقياداتها الرشيدة وهي علاقة تقوم على الحب والوفاء والإخلاص والطاعة، ولهذا شهد العالم هبة شعب المملكة في الدفاع عن بلاده والاصطفاف خلف قيادته وتفويت الفرصة على حلفاء الشر وحملتهم الخائبة التي لن تنال من المملكة، بل تزيدها إصراراً وصلابة وتمسكاً بمبادئها وسياساتها القائمة على مبدأ الند للند وليس التبعية، وستتجلى الحقائق بعد أيام وستخرج المملكة منها بإذن الله تعالى أكثر قوة وقد رأينا كيف التف الشعب حول القيادة الحكيمة وأن وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالرافضين للحملة وقد شجبوا الأسلوب الرخيص التي تتبعه الدول الحاقدة والحاسدة لبلادنا حرسها الله وهذا موقف نعزه ونقدره في هذا الشعب النبيل. إن الحضور الطاغي والمبهج والمشرف لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه مع وكالة بلومبيرغ منحنا دفعة قوية واطمئنانا وثقة لا تهتز في مستقبل مشرق لهذه البلاد التي ستبقى شامخة بسيادتها ومكانتها الإقليمية والدولية لا يقعقع لها بالشنان أو تخضع لأي تهديد من أياً كان وستمارس دورها المحوري في الحفاظ على الأمن القومي العربي وستزيد جهودها الكبيرة والمقدرة في حفظ الأمن والسلام الدوليين ومكافحة التطرف والإرهاب، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
بلادنا ستظل شامخة واثقة من عون الله لها واثقة في قيادتها الرشيدة
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (227) سورة الشعراء.
** **
- علي بن حسين العواجي
Saudi-46@hotmail.com