«الجزيرة» - عوض بن مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
تجرى حالياً في العاصمة الرياض عدة اجتماعات للمعارضة السورية وهيئة التفاوض لدراسة الوضع السوري، ووضع الدستور وانتقال الحكم في سوريا، وبحث الأوضاع على الأرض، وإيجاد حل لمعاناة الشعب السوري بحضور خبراء من الأمم المتحدة. وقال رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور نصر الحريري في حديث خاص لـ(الجزيرة): إن هذه الاجتماعات المهمة التي تعقد في العاصمة الرياض سوف تبحث قضايا مهمة تتعلق بوضع الدستور السوري من أجل طرحه للاستفتاء عليه ومن أجل الانتخابات البرلمانية والرئاسة.
وأكد الحريري تفاؤله وأعضاء هيئة التفاوض كافة بأن روسيا جادة وتلعب دوراً لحل الأزمة السورية من خلال دعوتها للاجتماع في روسيا، مشيراً إلى أن روسيا قادرة على تحقيق أماني الشعب السوري لأنها اليوم أصبحت دولة مؤثرة، وأصبح لها ثقل كبير في الملف السوري، ونستطيع أن نقول من الصعب عدم وجود حل سياسي بدون روسيا.. لأن النظام لم يعد له أي وجود لأن كل ما يتم على الأرض تقوم به روسيا بالدرجة الأولى سياسياً وعسكرياً، وبالتالي الوصول للحل السياسي مع روسيا مطلوب من جانبنا ونحن متفائلون بقدرة روسيا بأنها سوف توفر البيئة الآمنة للشعب السوري ووضع الحلول، وفق الدستور الذي نعمل عليه حالياً، حيث أكد لنا الروس بأنهم سيعملون على الحل وفق القرار (2254) مطالباً الروس بالوفاء بتعهداتهم، وسنعمل معهم لأن الحل السياسي من مصلحتنا ومصلحتهم. وأوضح الحريري أن الشعب السوري لن يهزم أبداً وسوف يطالب بحقوقه سواء أكان بالداخل أو الخارج لأن الراية الخضراء عاودت الظهور في سوريا من خلال المظاهرات المطالبة برحيل المليشيات الإرهابية من سوريا وتحقيق السلام وعودة المهجرين دون تمييز، لأن هذا وطنهم حتى لو تعرضوا للقتل من قبل بشار والمليشيات الإرهابية.
وبيَّن أن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم فيه استقرار للأوضاع في سوريا ووجودهم في بلدهم يحقق الأمان والحل عاجلاً في سوريا، موضحاً أن حل كل القضايا في سوريا والشروع في الدستور وعودة اللاجئين والإعمار هو من مصلحة المعارضة ومصلحة الروس ومحاربة الإرهاب وعودة مؤسسات الدولة، ينهي المشاكل في سوريا وتحفظ روسيا مصالحها في سوريا في أمن واستقرار. وحول سؤال عن كيف يمكن تحقيق هذه المصالح مع الروس، رد الحريري: ليس الرهان على النظام السوري ولا إعادة تعويمه لأن ذلك مستحيل، الرهان على الشعب السوري، مؤكداً أن أمام روسيا فرصة كبيرة أن تبني علاقات استراتيجية مع الشعب السوري من خلال تبنيها طموحات هذا الشعب، ومن خلال دفعها تحقيق حل سياسي حقيقي يلبي طموحات الشعب المشرد.
وحول عودة اللاجئين إلى سوريا واستثناء السنة من العودة، رد الحريري: النظام هو نظام طائفي، وطائفية هي السلطة، فهو مستعد أن يحرق الجميع في مقابل ضمان وجوده في السلطة، النظام يكره الشعب والشعب السوري شعب حضاري ولم يتكلموا يوماً من الأيام بالطائفية.. اليوم النظام يصرح ويشن حملة إبادة على المعارضين والمخالفين لنظام الأسد، نحن على علم بأن بشار وإيران لا يريدون عودة المشردين إلى بلدهم لأن هؤلاء خطر عليهم، كما أن هؤلاء المشردين عند عودتهم إلى بلدهم فحياتهم في خطر ولا بد من دستور يضمن لهم حياة كريمة.
وفيما يتعلق بالدستور قال:
- لقد شكلنا عدة لجان للدستور وراعينا في ذلك خبراء في أنظمة الحكم.. ولجان في الإجراء وحقوق الحريات كل المضامين الدستورية، ونحن قطعنا شوطاً كبيراً من هذا الدستور، ووضعنا كل التصورات للعملية الانتخابية والبرلمانية للمرحلة الانتقالية، والمفاوضات برمتها، في حين الطرف الآخر وهو النظام في موقع الصفر لم يعمل شيئاً، ويحاول تعطيل أي مشروع ويضع العراقيل أمام أي تقدم.. في عملية التفاوضات.
وتطرق لمواقف المملكة فقال:
- المملكة لها مواقف ثابتة ولم تتغير وهي تدعم الشعب السوري وقضاياه في المحافل الدولية، وقد حاولت المملكة تجنب التصعيد العسكري في سوريا، ولكن إيران دخلت وخربت وقتلت كل ما هو موجود على الأرض السورية، وما زلنا في تشاور مع المملكة في حل هذه المشاكل بالطرق السياسية من خلال المفاوضات التي تجري هنا وهناك، كما تدعمنا في المجال الإنساني وتقدم كل الرعاية والعناية باللاجئين في لبنان والأردن وتركيا.