«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
يعتبر عام 1981م بداية انطلاق زراعة المانجو بجازان، حيث التربة المناسبة ومياه الأمطار الغزيرة.. وتعتبر شجرة المانجو إحدى الأشجار الاستوائية المعمرة والتي تعطي خيرًا كثيرًا نظرًا للطلب الكثيف على ثمارها في كثير من الدول التي لا يسمح الطقس بزراعتها.. وبالتالي فهي تعتبر من الأشجار القاصر زراعتها على مناطق معينة وغالبًا بقارات أفريقيا وآسيا.
وتشتهر مصر وكينيا والسودان وأستراليا بزراعة أنواع ذات جودة عالية نالت سمعة عالمية.. ومع ذلك استطاعت مانجو جازان أن تتمركز في مكانة محلية وأيضاً عالمية خلال هذه الفترة منذ 1981م، حتى أصبح مهرجان جازان ملتقًى عالمياً للاطلاع على مانجو جازان. ونستعرض في هذا التقرير أبرز ملامح هذا الإنجاز الجازاني.
7500 فدان مانجو
لقد بدأت قصة مانجو جازان باستقطاب مركز البحوث الزراعية بالتعاون مع منظمة الفاو لعدة أصناف من المانجو من دول شهيرة لزراعتها في جازان.. الآن توسعت زراعة المانجو بجازان وحسب التقديرات المنشورة وأيضاً حسب تقديرات وحدة أبحاث «الجزيرة» تصل مساحاتها الحالية إلى 7500 فدان، ويصل عدد أشجار المانجو إلى 800 ألف شجرة، وتنتج ما يوازي حوالي 30 ألف طن سنوياً.. وتصل قيمة مبيعاتها السنوية إلى حوالي نصف مليار ريال، تحت اعتبار أنها أصناف مميزة.
لماذا جازان؟
يشير تقرير لـ«واس» إلى أنه يشترط لنجاح زراعة المانجو توافر عدة عوامل أولها الأرض الزراعية المناسبة، حيث تعد الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطمية العميقة جيدة الصرف ومعتدلة الحموضة، والأراضي الحصوية المكان المناسبة لزراعة المانجو مع توافر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبياً، حيث تنمو أشجارها عند توافر الرطوبة الجوية والأرضية، وتقلل الرطوبة الجوية من احتراق الأوراق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية والتزهير ونضج الثمار، وهو ما يتوافر في جازان خلال هذه الفترة، إذ تنخفض نسبة الرطوبة بشكل ملحوظ إبان فترة التزهير والنضوج التي تصادف الفترة من نوفمبر إلى مارس وهي من أقل فترات الرطوبة بالمنطقة وأكثرها انخفاضاً في درجات الحرارة وتعد بيئة مناسبة لزراعة أشجار المانجو.
المانجو والطريق إلى رافد اقتصادي
المانجو لا تحتاج إلى مياه كثيفة «ثم أنها بجازان تعتمد على مياه الأمطار» وأكثر من ذلك فإنها تنتج من عمر 4 إلى 5 أعوام، ويتزايد الإنتاج حتى يصل عمر الشجرة إلى 15 عاماً.. لكل ذلك، فقد بدأ المزارعون بجازان في التحول من محاصيل الحبوب والفواكه والخضر الأخرى إلى المانجو، لأنهم اعتبروها رافداً اقتصادياً فريداً يحقق كل احتياجاتهم، خاصة أنها ليست من الأشجار التي تحتاج إلى رعاية عالية، وينبغي أن نشير إلى أن هذه الشجرة تنتج بسهولة وربما عشوائياً في كثير من الدول الأخرى كمصر والسودان.. فكيف نتوقع أن يكون إنتاجها في ظل الرعاية المكثفة من الجهات الرسمية سواء وزارة الزراعة بالرعاية ضد الأمراض والإرشاد الزراعي الكامل، وتحليل المياه وصلاحية التربة، فضلاً عن إتاحة تيسيرات القروض من الجهات التمويلية.
مهرجان سنوي للمانجو
لقد نجحت جازات واشتهرت بمهرجان المانجو الذي بدأ صغيراً، ثم اتسع شيئاً فشيئاً، حتى أصبح إحدى المحطات العالمية للمانجو.. وذلك على الرغم من صغر المساحات المنزرعة بالمانحو بجازان.. هذا المهرجان أصبح يسوق لعلامة تجارية رائدة وليس لبيع وتسويق مانجو عادية.. وبالفعل نالت المانجو السعودية صيتاً وسمعة لم تكن متوقعة في بادئ الأمر، خاصة للأنواع التومي، بريبو بالمر، الجل، الجلين، الزبدة، أبو سنارة، الكنت، الكيت، البلمر، السنسيشن.
وتعتقد وحدة أبحاث «الجزيرة» أن الفرصة سانحة لجازان لنيل مكانة مرموقة في السوق العالمي للمانجو، ولكن يحتاج الأمر لبناء استراتيجية لزراعة مساحات أكبر من المانجو، ونعتقد أن زراعة 20 ألف فدان مانجو في المناطق كثيفة الأمطار، مع التركيز على الأنواع التي نجح تسويقها في المهرجانات الماضية، يعتبر بداية الطرق لأن تكون مانجو جازان رافداً اقتصادياً جديداً للمملكة.