«الجزيرة» - محمد المنيف:
ضمن ما تقوم به مؤسسة الشارقة للفنون التي تقوم على إدارتها الشيخة حور القاسمي من استقطاب أطياف واسعة من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة، وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و»لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و»البرنامج التعليمي»، و»برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، إضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
تستعد المؤسسة حاليًا لإطلاق معارضها لفصل الخريف 2018 على النحو التالي:ـ
معرض فرانك بولينغ: خريطة العالم (29 سبتمبر 2018) يسلط معرض «خريطة العالم» الضوء على المسيرة الفنية لفرانك بولينغ والتي استمرت على مدى ستة عقود، واستكشف خلالها ارتباطه بمفاهيم التاريخ، والهجرة، والذاكرة، والتشخيص، عبر لوحاته الخرائطية ، ومعرض آلاء يونس: خطوات نحو المستحيل (29 سبتمبر 2018) الذي يرصد معرض الفنانة آلاء يونس ممارستها الفنية متعددة الأوجه والمرتكزة على الأبحاث خلال السنوات العشر الماضية. تعاين أعمالها النحت والتركيب والرسم والصور المتحركة والحقائق السياسية من خلال عدسة الإنتاج الثقافي. ومعرض مشروع مارس 2018 (29 سبتمبر 2018) لأعمال محددة الموقع في مجال التصوير والنحت والتركيب، والتي جاءت حصيلة لبرنامج «مشروع مارس» السنوي للإقامة التعليمية للفنانين الشباب في المنطقة والعالم، الممتدة لسبعة أشهر.
والمعرض الاستعادي يتضمن أعمالاً مختارة من برنامج الإنتاج (29 سبتمبر 2018) احتفاءً بالذكرى العاشرة لبرنامج الإنتاج التابع لمؤسسة الشارقة للفنون، ستقدم المؤسسة معرضاً بعنوان «أعمال مختارة من برنامج الإنتاج»، يشتمل على مجموعة مختارة من الأعمال الضخمة التي تم تكليف فنانين بها منذ انطلاقة البرنامج في 2009. كما يقام معرض آمال قناوي (3 نوفمبر 2018) هو المعرض الاستعادي الأول لها منذ وفاتها في عام 2012. استكشفت قناوي من خلال أعمالها قضايا سياسية واجتماعية ونسوية في مصر على وجه التحديد، وعاينت موضوعات ذات صلة بالموت والتجديد، ومعرض شاعرية المكان (21 نوفمبر 2018) الذي يستكشف المعرض العلاقة بين الفن والكتب، وهو جزء من تعاون يستمر على مدار ثلاث سنوات مع القيّمة يوكو هاسيكاوا، كبيرة قيّمي متحف الفن المعاصر في طوكيو، وقيمة بينالي الشارقة 11. ويسلط المعرض الضوء على تصميم الكتب في اليابان من خلال طرق عرض مبتكرة تجمع بين الطباعة وتصميم الصفحات والصور الفوتوغرافية التي تجمع بين النصوص والصور.
• معرض لإنتاج المدرسة الفنية
الصيفية للأطفال
من جانب آخر وتحت عنوان تحت ثيمة «الأصوات»، أقامت مؤسسة الشارقة للفنون معرضاً بعنوان «المدرسة الفنية الصيفية للأطفال 2018» الذي يقدم نتاج أعمال الطلاب والطالبات المشاركين في الورش الفنية التي أقيمت ضمن برنامج المدرسة الفنية الصيفية للأطفال، التي تندرج بدورها ضمن البرنامج التعليمي التابع لمؤسسة الشارقة للفنون. تأتي المدرسة الفنية الصيفية للأطفال لتؤسس لبرنامج يرعى مواهب الفنانين المبتدئين من طلاب وطالبات المدارس والمراكز الحكومية، حيث تسعى المدرسة إلى دعم مواهبهم وتنمية مهاراتهم في مختلف أشكال الفنون بهدف تعزيز تنوعهم الفني والمعرفي.
كما تهدف المؤسسة من خلال برنامج المدرسة إلى اكتشاف مواهب الطلاب والطالبات وصقلها، وتأهيلهم للدخول إلى عالم الفنون، إلى جانب تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبأعمالهم الفنية. حيث يتم دعوة جميع المدارس و المراكز الحكومية إلى الاندماج الاجتماعي الفني بإشراك مجموعة مختارة من الطلاب والطالبات الموهوبين فنياً في فترة الإجازة الصيفية، ببرنامج شامل ومكثف يثري التجربة العملية بعد التأسيس النظري متبوعاً بمعرض يشمل أعمالهم في مؤسسة الشارقة للفنون.
تتمحور الدورة الأولى من المدرسة الفنية الصيفية للأطفال حول ثيمة «الأصوات»، حيث يشكّل الصوت عنصراً مفصلياً في حياة الإنسان وتاريخه ومنجزه، ولحاسة النطق أن تكون حامله وللسمع أن يكون مستقبله. وتطرح هذه الدورة تساؤلات حول كيفية تجسيد الأصوات في أعمال فنية عبر النحت أو الوسائط المتعددة، حيث يعد النحت الفن المستخدم في السنة الافتتاحية للمدرسة الفنية الصيفية 2018. وارتكزت أعمال المشاركين التي بلغ عددها 24 عملاً فنياً على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد شبيهة بالآلات الموسيقية أو أي مجسم يصدر صوتاً. وقد نَفَذ هذه الأعمال الطلاب المشاركون وهم: عفاف ذياب، وبتول التميمي، وفاطمة أحمد، وفاطمة ناصر، وغفران محمود، وجواهر سلطان، ومحمد محمود، ونجاح صبري، ونورة صلاح، وريم أحمد، ورضا راشد، وروضة أحمد، وشمه أحمد، وسلاف ذياب، وتسنيم غلام.
ومما يجدر ذكره أن المدرسة تفتح باب المشاركة أمام 30 مشاركاً سنوياً من طلاب وطالبات المدارس والمراكز الحكومية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 15 سنة. ويتضمن البرنامج قسمين نظري وعملي، حيث يتضمن النظري نبذة تعريفية بالبرنامج والمناظرات والنقاشات والرحلات الميدانية للمتاحف والمراكز العلمية والفنية، بينما يقدم العملي ورش عمل فنية مكثفة وأشغال يدوية تختتم بعمل فني لكل مشارك.