عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. كل شيء ممكن في ظل ما وصلت إليه التقنية في جميع المجالات والحياة اليومية للإنسان، إلا كرة القدم، فلا يمكن أن تكون التقنية وتطورها جزءًا من خصوصية الكرة وإثارتها فكرة القدم متعة وإثارة واختلاف، وهذه الأشياء هي من جعلها لعبة العالم الأولى، وهي من جعل العالم يصارع على قمتها، ولكن دخول التقنيات الحديثة مؤخراً قتل كل أنواع الإثارة والاختلاف في وجهات النظر وأصبحت تقنيه «الفار» تحكم وتسير وتقول كلمتها عبر الحكم حتى ولو كان قراره خاطئًا، وإذا كان الدوري الإنجليزي الأقوى عالمياً ومنشأ كرة القدم في العالم والذي كان قبل 1850 عام تقريباً لم يعترف ولم يعتمد أي نوع من أنواع التقنيات المتعددة التي قتلت متعة كرة القدم خاصة تقنية «الفار»، حيث اكتفى الاتحاد الإنجليزي بكرة خط المرمى والذي يعمل تلقائياً ومتصل بساعة الحكم تشعره فقط بتجاوز الكرة بكامل محيطها خط المرمى أو العكس من خلال إشارة خضراء اللون للتجاوز وحمراء اللون طول وقت المباراة دون الرجوع إلى أشخاص آخرين أو إيقاف العب أو الخروج من نطاق الملعب كما هو حاصل لتقنية الفار غير الموفقة.
شاهد الجميع ما حدث في لقاء النصر والتعاون الأخير من كثرة توقف المباراة وعدد المرات الذي خرج الحكم لمشاهدة الشاشة، والأغرب من ذلك الوقت الطويل وغير المعقول في تأكده من هدف النصر الوحيد، وقد كان واضحاً تأثير من كان في غرفة التحكم، وكثرة الإعادات وتكرار اللقطات دون جدوى قبل أن يقع من كان متواجدًا بالمحضور والذي خلق حالة من اللغط قبل أن يوجه المسئول الأول للرياضة السعودية بإجراء تحقيق وتقصٍ عن لقطة لم تكن لائقة البتة مما دعا لاستبعادهم وعدم تواجدهم في منافسات كرة القدم السعودية مطلقًا، وهذا دليل على إدانتهما حتى ولو لم يذكره بيان اتحاد اللعبة، وقد يكون من باب احترامهم وتقدير تواجدهم في بلدهم الثاني السعوديه وتقديم الشكر الدائم لاتحاد الكرة الإماراتي لتعاونه الدائم ولكن ونحن في البداية لأقوى سادس دوري عالميًا، أثار تواجد التقنية بصفة عامة وهمش ما كان دائمًا الأهم وهو الاختلاف والخلاف على كل لقاء، وهذا هو سر متعة كرة القدم الذي أتمنى أن لا نفقده بتقنية ليست ضرورية أو إلزامية لاتحاد كرة القدم.
نقاط للتأمل
- سجل مدرج الشمس من خلال جماهير العالمي تميزًا وتألقًا في اللقاءين الأخيرين لفريق النصر، حيث سجل حضور العوائل في لقاء الفيصلي تميزًا غير مسبوق، وفي لقاء التعاون تميز تيفو الوطن بمناسبة اليوم الوطني وكان العنوان الأبرز (عزك يا وطن) ويجب أن تكون الخطوة القادمة تعزيز مبادرة «ادعم ناديك» والذي تعتبر جماهير العالمي رائدة من خلالها والتي بالتأكيد ستكون مردودًا ماديًا للفئات السنية، واعتماد برنامج ابتعاث نجوم المستقبل وبناء مركز تأهيلي طبي بمواصفات عالمية.
- ندرك أن ما حدث من بعض الجماهير المصرية من إساءات وتجاوزات وقذف لمعالي المستشار ورجل الدولة الأستاذ تركي آل الشيخ لا يمثل الشعب المصري مطلقاً، ولكن في كل الأحوال لا نقبل ولا نسمح بأي تجاوز لابن من أبناء المملكة، فمعالي الأستاذ تركي ابن من أبناء الوطن يسعدنا ما يسعده ويزعجنا ما يزعجه، وما حدث أمر مخجل ومعيب ويجب أن لا تمر مرور الكرام على المسؤولين الرياضيين في البلد الشقيق مصر العظيمة.
- يدخل نادي الاتحاد منعطفًا خطيرًا وحساسًا بعد أن قبع في مؤخرة الدوري دون نقاط، وهو ما أجبر رئيس النادي الأستاذ نواف المقيرن على اتخاذ قرارات تصحيحية وإعادة تشكيل إدارته وبعض القطاعات في إدارة كرة القدم والمركز الإعلامي وإبعاده لبعض العناصر والأشخاص واستبدالهم بأشخاص أكثر دراية ومعرفة وقبول لدى الجماهير الاتحادية والتي لا زالت تنتظر الأفضل في قادم الأيام وخاصة إحضار مدرب عالمي وطاقم على مستوى عالً خاصة وأن الفريق لديه استحقاقات محلية عديدة وعربية وقارية.
- ثلاث فرق من أربعة قابلت فريق النصر وتم طرد لاعب من كل فريق لتكرار ارتكاب الأخطاء، حيث إن كوكبة نجوم النصر والذي تعتبر الأغلى والأفضل لا يمكن إيقاف بعضهم إلا من خلال ارتكاب مخالفات وخاصة اللاعب نور الدين مرابط الذي يتمتع ببنية قوية إضافة إلى مهارته وتكنيكه العالي، إضافة إلى اللاعب أحمد موسى واللاعب المهاري عبدالرزاق حمد الله فلا تستغربوا من كثرة الكروت فوجود النجوم الكبار أصحاب المهارة والإمكانات العالية، فبالتأكيد سيكون هناك كروت ملونة متعددة وغير متوقعة في معظم اللقاءات دون استثناء.
- خاتمة: لا تتحدث بقوتك أمام ضعيف، ولا بسعادتك أمام حزين، ولا بمالك أمام فقير، زن كلامك وراعي شعور الآخرين، وأحمد الله على ما تملك.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة».. ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي