شريفة الشملان
هذا كان عنوان مقالي الذي كتبت به الأسبوع الماضي ووعدت بإكماله هذا الأسبوع، وجاء اليوم الوطني يوم مبهج وسعيد أحسسنا جميعا بالفرحة صغاراً وكباراً، لذا كان واجبا أن أحيي هذا اليوم بما يليق به..
الوطن كل لا يتجزأ أرض وحكومة وشعب.. وكانت الفرحة الجميلة، عرسا يليق بالوطن، صغارا وكبارا والجهات الحكومية رعت هذا الاحتفال ببرامج جميلة ومفرحة وخاصة للصغار وقد كان جميلا منهم وهم يرفرفون بالأعلام بابتهاج لاحد له.. في الساحات والشوارع، هنا بالشرقية كان الاحتفال كبيرا على سعتها وعلى الواجهات البحرية. وكان تواجد كبير لوزارة الداخلية متمثلة بالتنظيم في كل مكان.. الشباب يفرح، هذا الفرح الجميل، لم يزاحم ولم (يفحط)، أو يهاجم محلات ويعبث، الكل فرح بأدب وأخلاق عالية. القانون يؤدب من لم يتأدب.
أشعر أننا تغيرنا ومجتمعنا تطور كثيرا، بوقت قصير جدا، يتقبل التغير ويفرح به، لا سيارات تزاحم ولا شباب يكادون يخنقون سيارات بها فتيات.
لم نعد في شبه حرب مع سيارات تزاحم وتوقف زوجا وزوجته، ولو كان هناك وليد في حضنها أو بطنها أمامها ليثبتها أنهما زوجان ويطالبان بوثيقة الزواج، أو بطاقة العائلة..
نشعر أن بلدنا عاد بلدا عاديا طبيعيا مثل كل بلدان العالم، وأن القانون هو السيد، قانون منع التحرش جعل الكل يلتزم بأخلاق الطريق ويفسح المجال، والكل سعيد.. لا ضرر ولا إضرار..
اللهم لك الحمد.. لكني لازلت مع اللغة حتى وأن صغر الحيز أمامي، لأني سأجد مجالا مرة أخرى.. هنا لي موقف مع البلديات أو وزارة التجارة، لا أدري بالضبط من هو المسئول عن التصريح لأسماء المحلات، خصوصا المقاهي والمطاعم أغلبها لها أسماء غربية لا تليق أحيانا بما تقدمه وليست أيضا عبارة عن وكالة لمطاعم أو مقاهي عالمية فتلك معروف أمرها لا يمكن المناقشة فيها، فلا يمكن أن نجد مطعما مثلا للفلافل وقد أخذ اسما أجنبيا، وآخر للكشري.. أتذكر أنني سألت صاحب مقهى لماذا سمى مقاه باسم أجنبي وهو ليس وكالة، فقال لي إن ذلك يجلب الجمهور، هل لو سماه باسم عربي أو دارج لدينا لما وجد من الشباب من يدخله.. تعجبت كثيرا لا أظن أن شبابنا يهمهم الاسم كثر همهم جودة ما يقدم ونظافة المكان والعاملين به وبشاشتهم، يا ترى لو أعيدت تسمية المقاهي والمطاعم بأسماء عربية تمثل نشاطها، ممكن وضع ترجمة للنشاط باللغة الأجنبية دون إضرار، يعني أن يخسر جمهوره، لا أظن عندما تعمل البلدية عملها أو وزارة التجارة، قلت منذ البداية لا أدري من هو المسئول الفعلي عن التصاريح.. ولكن الذي أدريه أن احترام لغتنا جزء من احترام كينونتنا ومن ثم وطننا الذي لغته الأم لغة القرآن..
إذا أخذنا الأسماء على جنب نرى أن الموظفين في تلك الأماكن غالبا لا يتكلمون العربية، لذا فالمواطن يجد نفسه في وطنه عليه أن يتكلم لغة أجنبية، وأحيانا المواطن ذاته يحب استعراض لغته الأجنبية، وخوفي دائما على ما دون العشرين والأطفال إذ يعني مستقبلا ستكون السيادة للغة التي مفروض تكون لغة ثانية تدرس بالمدارس، لا لغة الشارع والعائلة، خاصة إذا عرفنا أن الأمر أكبر من ذلك، في المعاملات واللغة داخل المستشفيات حكومية وخاصة. وأما الفنادق فتلك لها حكايات فالراعي الاستقبال يخاطب باللغة الأجنبية، وصاحب الهاتف يجيبك بالأجنبي ويقدم فندقه باللغة ذاتها، ولكن في كل دول العالم يرد عليك باللغة البلد الأم، فهل نخجل من أمنا أليست تلك التي درسنا بها وتكلمنا وملأنا أجواءنا شعراً ونثراً، تواصلنا أجيالاً خلف أجيال عبرها..
الألم يكبر والحكاية تتمدد، واللهم اجعلنا بارين بلغتنا كما ينبغي أن نبر بأمهاتنا وأوطاننا..