جمعتني بالعم فتحي كالي كبير المصوريين بصحيفتنا الغراء "الجزيرة" في الأعوام السابقة أكثر من بعثة صحفية في موسم الحج، وكان العم فتحي كالي أكثر شخص أجلس معه في مقر البعثة وكنت ملازمًا له في تحركاته إلى مواقع التصوير بالمشاعر المقدسة عبر الدراجة النارية كسائق وهو كرديف، وفي كل مرة كنت أتجاذب فيها أطراف الحديث معه عن العمل الصحفي بحكم خبرته كمصور صحفي في جريدة الجزيرة التي أمضى فيها سنوات طوال تقارب الـ4 عقود أو أكثر، كان دائما ما يذكر الأستاذ عبدالرحمن المصيبيح أو "أبو مصيبيح" كما يطلق عليه العم فتحي كالي، ومن الحديث الدائم من قبل العم فتحي عن هذا الرجل ومواقفه وأخلاقه كنت أشعر كأنه توأم روحه، حتى أنه في كل مرة كان يحضر فيها "أبو عبد" إلى موسم الحج ضمن بعثة الجزيرة الصحفية، أبادره بالسؤال عن أخبار الأستاذ عبدالرحمن المصيبيح الذي أحببته دون أن أراه وذلك من كثر ما كان يحدثني عن صداقته معه وعن سجاياه الحميدة. ونبأ وفاة الأستاذ عبدالرحمن المصيبيح كان نبأ مؤلمًا وعند علمي به حرصت على الاتصال بالعم فتحي كالي من أجل تعزيته في توأم روحه "أبو مصيبيح" حسب ما يطلق عليه في حديثه الدائم عنه، ولمست خلال اتصالي به مدى حزنه الشديد لرحيل صديق عمره الذي كان يذكره بالخير دائمًا.
رحم الله الأستاذ عبدالرحمن المصيبيح وأسكنه فسيح جناته، رحم الله الرجل الذي أحببته دون أن أراه.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
خالد وهيب - مكة المكرمة