من المنتظر أن يعود تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي لليونسكو بأثر اقتصادي كبير على المحافظة من خلال زيادة الرحلات السياحية وزيادة المشاريع السياحية والتراثية التي بدأت الجهات وعلى رأسها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تنفيذها.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في تصريح صحفي أن مرحلة تسجيل الأحساء تمثّل مرحلة تاريخية مهمة للاحتفاء بالتراث وتضامن أهل الأحساء للمحافظة على تراثهم الحضاري وتأهيله واستثماره كمورد اقتصادي.
مشيراً إلى أن أهمية وجدوى التسجيل ليست فقط في خلق فرص عمل ولكن الأهم إعادة أهل الأحساء إليها ليستثمروا فيها والاقتصاد الكبير يبنى على الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد سموه أن تسجيل الموقع يمثِّل مسؤوليات على الدولة والمواطنين وضرورة رفع مستوى وعي المواطنين ومستوى تمسكهم بتراثهم وماذا يعني لهم ولاقتصادهم. وأضاف: «الأحساء بوجهها المطل على الخليج وبواحاتها وصحرائها وتراثها الحضاري ننظر لها كوجهة سياحية تراثية جاهزة ومتكاملة وذات مستقبل اقتصادي مبهر لوجودها وسط أسواق سياحية جاهزة وتنمو بشكل سريع في الخليج ومنطقتي الرياض والشرقية، وتتكامل مع السياحة الناهضة في الدمام وحاضرتها».
واعتبر الأمير سلطان أن مستقبل الأحساء لا يتوقف عند التسجيل فهي محور سياحي اقتصادي تراثي متكامل وتمثّل منتجاً متكاملاً، وتعد من أهم نقاط الجذب السياحي على مستوى المملكة ولا بد أن ننظر لها كمنظومة متكاملة.
ووفقاً لتقديرات مختصين في الشأن السياحي فإنه من المتوقّع ارتفاع الرحلات السياحية للأحساء إلى 800 ألف رحلة سياحية بعد تسجيلها في قائمة التراث العالمي بإنفاق 300 مليون ريال وبارتفاع 30 % عن العام الحالي والذي يقدَّر أن تصل فيه الرحلات السياحية إلى 500 ألف رحلة سياحية بإنفاق 200 مليون ريال.
وقد بيّنت دراسة «الأثر الاقتصادي للتراث بالمملكة»، التي أعدتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمتي الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» والأمم المتحدة للسياحة العالمية أن إنفاق مليون ريال كاستثمارات في أعمال ترميم وإحياء مواقع التراث الثقافي حوالي ينتج (18) فرصة عمل مباشرة، وبالتالي فإن مشاريع هيئة السياحة والتراث الوطني التي أعلنت عنها في حفل تسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي والتي تتجاوز تكلفتها 100 مليون ريال ستوفر وحدها أكثر من 2000 فرصة عمل مباشرة إضافة إلى حوالي 3000 فرصة عمل غير مباشرة.
وفي مجال سياحة الأعمال (المعارض والمؤتمرات) فإنه من المتوقّع أن تتجاوز رحلات سياحة الأعمال 120 ألف رحلة سنوياً.
وشدد متخصص في الشأن السياحي على أن محافظة الأحساء، ستحقق مزيداً من الجذب السياحي بعد تسجيلها ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، وخاصة في ظل توقع إقرار التوسع في التأشيرة السياحية إلى المملكة قريباً، منوهاً إلى أن لذلك أثراً كبيراً ومهماً لفائدة الاقتصاد المحلي، وزيادة منتظرة بفرص العمل للسعوديين والسعوديات في مجالات مرتبطة بالتراث الذي أصبح ذا أثر اقتصادي مثمر في مختلف دول العالم.
وقال مستشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المشرف على البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات عبدالله بن سلمان الجهني، «إن هيئة السياحة تعمل وتطمح للوصول إلى 15 موقعاً مسجلاً في قائمة التراث العالمي، ولا شك فهذه المواقع المسجلة حالياً، والمتوقّع تسجيلها مستقبلاً تعتبر إضافة لجهود قيادة بلادنا، ولهيئة السياحة في وضع مملكتنا بمصاف الدول الرائدة والمهتمة بشأن المحافظة على التراث وصناعته، وكذلك بدعم ونمو اقتصادنا الوطني، من خلال ازدهار عدد من الأنشطة المرتبطة بهذه المواقع التراثية، ومنها كل ما يتعلّق بالأنشطة ذات العلاقة بصناعة السياحة، من قطاعات إيواء وإرشاد وتنظيم رحلات ونقل ومطاعم وغيرها من القطاعات، وأيضاً دعم فرص عمل ثابتة وموسمية لشباب وشابات المملكة في جوانب تستوعب الأيادي العاملة ولها أثر اقتصادي يخدم الدورة الاقتصادية المحلية.
وبيَّن الجهني، أن تسجيل المواقع التراثية عالمياً يدعم حركة السياحة الداخلية والسياحة الخارجية التي ستصبح هدفاً مع توجه المملكة نحو فتح التأشيرة السياحية في الشهور المقبلة، حيث تعطي شهادة اليونسكو بعالمية هذه المواقع شهرة للتعريف بها بشكل أوسع وأكبر للمواطن والمقيم في المملكة، وكذلك للسائح الخارجي، وبالطبع نسبة كبيرة جداً من سياح دول العالم لهم اهتمام ومتابعة للشأن التراثي في مختلف الدول، وسعي المملكة ممثلة بهيئة السياحة في السنوات الأخيرة لتسجيل المواقع ينطلق من ثوابت، أبرزها استحقاق هذه المواقع للصيت العالمي والحضور في مصاف الدول المهتمة بتراثها ورعايته، وكذلك توظيفه في الشأن الاقتصادي الوطني، وتوزع المواقع المنظمة للقائمة العالمية على المناطق يحقق مزيداً من إثراء تجربة كل منطقة ومنافستها لتحقيق الجذب للزوار عبر توفير خدمات مساندة يهتم بها السياح عند زيارة مواقع التراث المشهود لها بالعالمية.
بدوره أكد المهندس راشد بن سعد الراشد «رجل أعمال» على أن تسجيل الأحساء في اليونسكو سيكون له آثار إيجابية كبيرة في المستقبل اقتصادية وسياحية وثقافية ليس على الأحساء وحسب وإنما على المملكة عموماً .
وأشار إلى جانب مهم ينتظر مزيد من الاهتمام والالتفاتة المتمثّل في مطار الأحساء الدولي، حيث قال: نتمنى أن يكون تسجيل الأحساء في اليونسكو فرصة لتنشيط وزيادة عدد الرحلات من وإلى المطار، وأشير هنا وليس من باب العاطفة وإنما مطار الأحساء بحاجة ماسة إلى مزيد من الرحلات لزيادة عدد المسافرين، مذكّراً بأن الأحساء تزخر بعدد كبير من المواقع السياحية، داعياً لتوظيف هذا التسجيل ليصبح منتجاً تسويقياً اقتصادياً وشراكة بين القطاع الحكومي والأهلي لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني ولاسيما أن الأحساء تتكئ على تاريخ عظيم ممتد لآلاف السنين .
وشدد على أن لهذا التسجيل آثاراً اقتصادية وسياحية وتجارية جراء الانفتاح على العالم لاسيما في حال تم تفعيل التأشيرة السياحية التي من المؤمل أن ترى النور قريباً، معرباً عن ثقته أن الأحساء ستكون أكبر المستفيدين على المستوى الاقتصادي والسياحي في حال تم البدء في التأشيرة السياحية.