عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لا أجد أي مبرر مقنع لتأخر إدارة نادي النصر في إبرام الصفقات واستقطاب عناصر الفريق الأجنبية واستقراره على لاعبين مميزين حسب حاجة الفريق ومراكز اللعب، إلا أن الأخبار تتردد يومياً حول رادار نادي النصر وتركيزه على لاعبين من هنا وهناك من مختلف الدول والقارات، ولكن لم يتم الإعلان حتى الآن عن إنهاء التعاقد مع أي لاعب، حتى اللاعبين الذين كانوا موجودين الموسم الماضي حتى الآن لم تتضح الرؤية حول من سيرحل منهم ومن سيستمر.
والحقيقة أن مقولة كل تأخيرة فيها خيرة لا تتوافق مع المبدأ والمنهجية المعمول بها في نادي النصر، لأن جميع الأندية في جميع أنحاء العالم تستغل فترة التنقلات الصيفية ونهاية عقود معظم اللاعبين ليتم التعاقد معهم ومن يتأخر أو يتردد مثل ما هو حاصل لنادي النصر بالتأكيد سيفوته القطار ولن يعمل راداره ليهبط أي لاعب في ناديه.
ومع كامل الاحترام والتقدير لما ذكره المتحدث الرسمي للنادي الأخ عبد الله بن زنان الأسبوع الماضي في التمهل وعدم الاستعجال في التعاقد، فقد يجدون أن الطيور قد طارت بأرزاقها ثم يعودون إلى الفكر السابق والذي يتبنى سياسة التعاقد مع العاطلين والعودة إلى سياسة «رخيص وكويس»، وهذه أحد عوامل عدم التوفيق والابتعاد عن منصات التتويج، ثم إن هناك نقطة مهمة جدا في التوجه للتعاقد أو توجيه الرادار النصراوي، لماذا دائما يتم البحث عن لاعبين متقدمين في السن وتتجاوز أعمارهم الثلاثين؟ مثل اللاعب الاسترالي والمغربي اللذين يدور حولهما رادار النادي حالياً، لماذا جميع الأندية الكبيرة أو المتوسطة أو حتى الحديثة في دوري النجوم يستقطبون ويتعاقدون مع لاعبين في زهرة العمر بين الـ 20 والـ 27 إلا نادي النصر مازال مستمرا في البحث عن لاعبين كبار في أعمارهم صغار في عطائهم نظراً لتقدمهم في السن وكثرة الإصابات وفي نهاية الطموح؟!، هذه جميعها لا تتوافق ومكانة نادي النصر السعودي العالمي صاحب التاريخ والإنجازات، ولكن إذا ما استمر على السياسة والفكر القديم فبالتأكيد سيستمر التراجع والبقاء خارج المنافسة، وقد يكون في مركز لا يليق به وبمكانته وجماهيريته، خاصة أن موسم النجوم سيكون مختلفا تماما وكل نادٍ لديه كوكبة من النجوم الكبار الذين سيصنعون الفارق حتى أن البطولات جميعها لا يمكن أن تراهن على فريق معين لتحقيقها فهل تعي إدارة نادي النصر عامل الوقت وسرعة عقارب الساعة لتنهي جميع عناصر النجاح، وتدرك أن الوقت يمضي سريعا في غير صالحها وان لم تقطعه فبالتأكيد انه هو من سيقطع النصر وطموح جماهيره.
نقاط للتأمل
- تتواصل منافسات كأس العالم ويتواصل خروج المنتخبات وكان آخرها منتخب البلد المضيف المنتخب الروسي وأخيرا المنتخب البلجيكي وتأهل المنتخب الفرنسي للمباراة النهائية، وقد يعود الزمن ويكسب منتخب الديوك كأس العالم، وللمعلومية كأس العالم 2018 أكد وبرهن أن لا كبير في كرة القدم والبقاء للأفضل ومن لم يعمل ويجتهد لن ينفعه تاريخه ولا إنجازاته، ولن يسعفه ما كان يملكه من مكتسبات واليوم ينطبق على جميع كبار كرة القدم العالمية المقولة الشهيرة
«ليس الفتى من قال كان أبي
بل الفتى من قال ها أنا ذا».
- رغم أن معظم الأندية قد تعاقدت مع كوادر فنية جديدة ومدربين جدد، إلا أن الاستعدادات على قدم وساق في سوق التعاقدات والبحث عن اللاعبين المتميزين إلا نادي النصر الذي أعاد مدربه السابق والذي كان متواجداً في موسم 2014 ولم يغادر المنطقة، وكان الموسم الماضي قريبا بتواجده في نادي الشباب إلا انه ما زال الأقل حماسا بالتعاقدات والاستعداد وإبعاد اللاعبين غير المجدين، فهل ينعكس كل هذا التأخير على الاستعداد للموسم الجديد الملتهب؟! هذا ما أتوقعه بالفعل.
- كرواتيا تكتب التاريخ بأدائها المبهر ومدربها الفذ وبنجومها الكبار، تستحق كرواتيا ما حققته، ولنا الفخركسعوديين أن زلاتكو انطلق من ملاعبنا عبر الفيصلي والهلال ثم وصل للنهائي الأكبر في العالم.
- يعتبر نادي الاتحاد السعودي النادي الأميز بين الأندية في إنهاء تعاقدات فريقه الأول، وهذا دليل على أن إدارة النادي بقيادة نواف المقيرن قد عملت وخططت منذ نهاية الموسم الماضي وجهزت جميع ملفات التعاقدات لتسهل المهمة وتجعل الأمور تسير بسلاسة وانسيابية دون تأخير أو تردد أو إتاحة الفرصة لسماسرة ومكاتب التعاقدات بفرض ما يريدون في اللحظات الأخيرة، وبهذا تكون إدارة العميد الأفضل والأميز منذ البداية وتبشر بعودة زمن العميد الجميل.
خاتمة: الكلمات تشبه المفاتيح إذا استخدمتها بشكل صحيح تغلق بها فما أو تفتح بها قلبا.
وعلى الوعد والعهد معكم أعزائي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.