فيينا - النمسا:
تنشيطاً للشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة، وقّع مدير عام أوفيد - صندوق أوبك للتنمية الدولية - سليمان جاسر الحربش، مع المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، الدكتورة ماتشيديسو مويتي، على اتفاقية منحة قيمتها مليون دولار لدعم مبادرة تستهدف القضاء على الأمراض الاستوائية المهملة في سبع دول إفريقية.
وتأتي هذه الاتفاقية المشتركة بين أوفيد ومنظمة الصحة العالمية في إطار الجهود الحثيثة لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة الساعي إلى ضمان الحياة الصحية وتشجيع الرفاه للجميع من كل الأعمار الذي يعد عنصراً لا بد منه لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة بحلول عام 2030 . ويستهدف هذا المشروع الموسع الخاص للقضاء على ما يعرف بالأمراض الاستوائية المهملة، الذي تنفذه منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع البلدان الإفريقية المعنية بتكثيف الأنشطة اللازمة للحد من انتشار خمسة من أكثر الأمراض انتشاراً وهي: العمى النهري والبلهارسيا التراخوما وداء الفيل والديدان المنقولة عن طريق التربة، إذ يواجه نحو 600 مليون شخص في الوقت الحاضر خطر الإصابة بهذه الأمراض التي تترتب عليها عواقب جسدية ومالية ونفسية وخيمة.
ويساهم المشروع في توفير الموارد اللازمة لتنفيذ البرامج الوطنية في البلدان المعنية للحد من أعباء مكافحة انتشار هذه الأمراض عن طريق توسيع نطاق العلاج وتعزيز فعالية هذه البرامج داخل البلاد؛ ودعم برامج البلدان المعنية لإجراء عمليات التقييم وأنشطة المراقبة؛ وبناء القدرات البشرية اللازمة لجمع البيانات؛ وتعزيز الاستخدام الأمثل للأدوية المُتبرِّع بها فضلاً عن تحسين إدارة سلسلة التوريد.
وفي كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاقية، أشاد الحربش بهذا المشروع، مشيراً إلى أن تحقيق أجندة التنمية المستدامة يتطلب مثل هذه الشراكات الشاملة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني التي تُبنى على الرؤى والأهداف المشتركة.
وسلط المدير العام الضوء على خطة أوفيد الإستراتيجية الجديدة التي تتميز باتباع نهج إنمائي شامل ومتكامل الترابط لتيسير سبل الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء الكافي والوصول إلى الطاقة الحديثة، مؤكداً على أن هذا النهج يستهدف في المقام الأول ضمان الحياة الصحية والرفاه للجميع، إذ إن غالبية الأمراض المعدية المنتشرة تنتقل عن طريق مياه الشرب غير النظيفة والصرف الصحي غير الآمن فضلاً عن أن سوء التغذية والاعتماد على وقود الكتلة الحيوية التقليدية مثل الخشب والفحم الحجري أو النباتي وغيره من نفايات الحيوانات لأغراض الطهي والتدفئة يتسبب في موت الملايين من البشر سنوياً. وأثنى الحربش على جهود منظمة الصحة العالمية في القضاء على الكثير من الأمراض الاستوائية وتوسيع نطاق العلاج بشكل كبير وإنقاذ ملايين الأشخاص من العجز والفقر. ومن جانبها، أشادت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، بشراكة منظمة الصحة العالمية مع أوفيد، معرباً عن أمله في مواصلة التعاون لبناء مستقبل أفضل وأوفر صحة للناس في أنحاء العالم كافة وضمان تمتع الجميع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه.
يذكر أن تاريخ الشراكة بين أوفيد ومنظمة الصحة العالمية يعود إلى عام 1979 بمنحة قدرها 2 مليوني دولار أمريكي لدعم برنامج مكافحة العمى النهري.