التعامل مع الوالدة التي تُكثر الطلبات
* كيف أتعامل مع والدتي التي تُكثر عليَّ من الأعمال التي تنهكني في المنزل؟ وما نصيحتكم لي؟
- بر الوالدين أمر مقرر في الشرع، وواجب من واجبات الدِّين، وجاء فيه النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة، وجاء التحذير الشديد من عقوقهما، وعلى الولد ذكرًا كان أو أنثى أن يمتثل أوامر والديه ما لم يكلّفوه ما لا يطيق أو يشق عليه أو يضر بمصالحه، وحينئذٍ تكون الطاعة في المعروف «إنما الطاعة في المعروف» [البخاري: 7145]، لكن يبقى أن حق الوالدين شأنه عظيم، وهو أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، والله المستعان.
* * *
العقاب على الخواطر القلبية
* هل يعاقب المرء على الأعمال القلبية التي لم يتكلم بها، بل خطرت على قلبه ولم يعملها بجوارحه؟
- حديث النفس الذي يتردد فيها معفوٌّ عنه ما لم يتكلم أو يعمل، ومراتب القصد بيّنها أهل العلم التي هي: الخاطر، والهاجس، وحديث النفس، والهم، والعزم، خمس.
مراتبُ القصدِ خمسٌ: هاجسٌ ذكروا
فخاطرٌ فحديثُ النفسِ فاستمعا
يليهِ همٌّ فعزمٌ كلها رُفعتْ
إلا الأخير ففيهِ الإثمُ قد وقعا
الأربع المراتب لا إثم فيها ما لم يتكلم أو يعمل، لكن العزم هذا لا شك أن فيه مؤاخذة وهو الذي يكون معه ما يقرب من العمل ويحرص على تنفيذه بحيث لا يبقى إلا العمل الذي فيه ضرر متعدٍّ، مثل ما جاء في الحديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قالوا: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه» [البخاري: 31]، وقد يقول قائل: إن مؤاخذته ليست لمجرد عزمه المجرد عن العمل، فالعزم مقرون بالعمل؛ لأنه التقى مع أخيه المسلم بسيفه، فهذا عمل، فيؤيد قول من يقول: إن المراتب الخمس كلها ما لم يعمل أو يتكلم لا إثم فيها، وأما أهل العلم فيقررون أن العزم كما جاء في النظم عليه المؤاخذة وفيه الإثم.
* * *
تحديد آيات لعلاج أمراض معينة
* بعض الرقاة يحدد آيات معيّنة ويقول: هذه تصلح لكذا، وتلك تصلح لكذا، فهل فعلهم هذا صحيح؟
- بعض العلماء يرى أنه إذا ثبت بالتجربة أن هذه الآية أو هذه السورة أو هذه الآيات من خلال التجربة مرارًا أنها نفعت في شفاء مرض معيّن فلا مانع من تحديدها، وكأن صنيع ابن القيّم يدل على ذلك، ومنهم من يقول: إن التحديد والتخصيص يحتاج إلى دليل مخصِّص وإلا فالقرآن كله شفاء {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء} [الإسراء: 82]، و(من) هذه بيانية عند جماهير أهل العلم وإن رأى بعضهم أنها تبعيضية، فيرون أن بعضه شفاءٌ وبعضه أحكامٌ وبعضه آدابٌ وبعضه لجوانب أخرى من الجوانب الشرعية، المقصود أن الخلاف في هذا موجود، وإذا ثبت ذلك بالتجربة فلا مانع من ذلك عند جمع من أهل العلم، منهم ابن القيم -رحمه الله-.
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء