عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) مع إيماني الكامل واليقين التام أن استمرار المنافسة على بطولة أي دوري تكمل في معرفة وتتويج البطل في اللحظات الأخيرة من الدوري وتحديداً في آخر جولة من عمر المسابقة ولكن كل هذه المعطيات يمكن القبول بها والإيمان بمضمونها اذا كانت المنافسة مشتدة ومتعددة وبين أطراف عدة، أما في دورينا هذا الموسم الدوري السعودي للمحترفين فمع احترامي للجميع لم يجد البطل المفروض أن يكون ليلة البارحة (الهلال) من ينافسه حتى أصبح ينافس نفسه، فأحياناً تجد الفارق النقطي يصل إلى سبع نقاط ثم تتقلص إلى اربع ثم تذهب إلى اثنتين وتعود مرة اخرى إلى أربع وتستقر أخيرا على نقطة واحدة، ومع ذلك لم يجد فريق الهلال أي فريق يتجاوز النقطة ويعيد الهلال إلى الخلف ويزيحه من الصدارة، والحقيقة التي يجب أن تقال إن الهلال ليس بأفضل حالاته بل بالعكس هذا الموسم تعددت مشاكله وتم إقالة مدربه وفشل في البطولة القارية الماضية والحاضرة ومع ذلك استمر في عنفوانه ورفض التنازل عن مركزه وبطولته التي سعى ليحافظ عليها والمفروض أنه فعل، وأما أنا شخصياً فقد باركت للهلال من أكثر من ثلاثة اشهر فأنا أعرف الأندية وماذا لديها والهلال من الفرق الصعبة والمتمرسة والعنيدة ولا يمكن أن ينافسه أو يزيحه سوى ناديين الاتحاد والنصر ما عدا ذلك، فالبقية لا يمكن أن ينافسوا الهلال لسبب واحد فقط وهو أن جميع الأندية لا تملك الكارزمة مطلقا لمنافسة الفريق الهلالي، لأن ما يميز النصر والاتحاد ان لديهما نفس مقومات النجاح لفريق نادي الهلال وخاصة الناحية الجماهيرية والإعلامية ودعم أعضاء الشرف المتميزين ولو أنه قد تقلص في الوقت الحاضر والهلال واليوم يعلن نفسه بطلا جديدا لبطولة الدوري فقد حققها بعدما صعبها هو على نفسه ولم يستغل الفارق النقطي والمحافظة عليها، وكذلك لم يستغل اللقاءات المؤجلة، ولكن هذا هو قدر الكبير الذي ترامته الأمواج من كل صوب وجانب الداخلية والخارجية على حدٍ سواء، ولكن مع ذلك هو البطل ولابد أن يكون بطلا فليس في الساحة إلا الهلال فبروك قلتها تحديداً بعد مباراة الفريق مع فريق روراوا الياباني وخسارته وعودته المباشرة والفوز على فريق الأهلي بكل جدارة واستحقاق وبهدفين مع الرأفة بعدها تأكدت وباركت وأنا اليوم لست بحاجة أن أكرر التهنئة مرة أخرى، فالهلال قبل تهنئتي قبل الغير ويستاهلون بني هلال وهاردلك اقولها لباقي الأندية وكل موسم والجميع بخير.
نقاط للتأمل
- كان لقاء الكلاسيكو بين فريق الأهلي وفريق الهلال السبت الماضي لقاء من لقاءات الكبار من جميع النواحي الفنية والأخلاقية والجماهيرية، وكان النجم الأول هو حكمها الذي أبدع في إخراج لقاء سلس لنا دون تشنج وبتعاون كبير ومميز من اللاعبين ورغم ان الحراس في الفريقين قد حرمونا من مشاهدة أهداف وخروج اللقاء بالتعادل السلبي، وكان النجم الحارس الدولي على الحبسي الذي استطاع أن يكون نجم اللقاء دون منازع ورغم نهايته المرضية للهلال وغير الجيدة للأهلي ولكن لايصل في الاخير الا البطل دائما.
- البيت الأهلي يغلي وتخرج المشاكل والاستقالات ليس بسبب تعادله مع الهلال وليس بسبب النتائج ولكن السبب الداخلي لا أعرفه ولكن الذي أدركه وأقرأه هو تصرفات المدرب وتعنته واستمرار تخبطاته مع صمت إداري غريب ورغم تصدر الاهلي لمجموعته الآسيوية وتأهله لدوري الستة عشر الا انه لا يمكن أن يستمر ويصل للأدوار النهائية، فالفريق لا يملك مدربا ولا تعاملا إداريا جيدا، وقد أفرزت المشاكل الأخيرة استقالة مدير الكرة ولولا تدخل الرجل الأول رياضيا وتهدئة الأمور وتقريب وجهات النظر لكانت الأمور وصلت إلى أبعد من ذلك، وأتصور أن الوقت ليس مناسبا لنشر الغسيل أو إبراز المشاكل فكل الامور تحل داخل البيت وداخل الغرف.
- وصل كرينو وتم استقباله وكأنه أول مرة يحط أقدامه في السعودية وضاقت صالة الاستقبال في المطار وكل الخوف أن يعود قريبا ويذهب كالعادة في سيارة (ليموزين) إن وجد قيمتها عند موعد رحيله والمقصود ان يكون الاتزان هو العنوان للتعامل مع من يأتي ليعمل في الأندية وعدم الاستعجال في سقف الطموح فالكل يعمل والكل سيحضر سبع لاعبين محترفين من خارج الحدود فهناك أندية ضيوف جديدة في دوري المحترفين وسجلوا تميزا أفضل وبكثير من أندية النصر والاتحاد والشباب صاحبة التاريخ والبطولات والانجازات فكل شيء تغير وأصبح الفكر والخبرة والقوة المالية هي عناصر النجاح لاي فريق فلم يعد التاريخ والماضي والتغني بانجازات السابق تساعد على أي تميز، وهذا ما نأمل أن نشاهده من الجميع بداية من الموسم القادم بإذن الله.
- علامة استفهام كبرى أسجلها على لاعب الهلال (بن شرقي) فالحقيقة ان اللاعب الخلوق المبدع الموهوب ليس ابن شرقي الذي كان العمود الفقري والنجم في فريق الوداد المغربي وباختصار اقول ابن شرقي الوداد ليس ابن شرقي الهلال فلم يعد الاعب المؤثر في الفريق وأصبح لاعبا أقل من عادي واستبداله مطلب من المدرب ماذا حدث؟ الله اعلم ولكن يجب ان يدرك انه يلعب في فريق كبير ويعج بالنجوم كما هو نجم يجب أن يثبت وجوده خاصة اذا ماكان طموحه المرور للدوري الاوروبي عن طريق الدوري السعودي فاليوم الكل يأمل ان يشاهد ابن شرقي الوداد المغربي كما كان يمتع ويتميز ويبدع فكرة القدم متعة وإبداع وكلها من اللاعب المتميز والمهوب كما أنت يا ابن شرقي.
خاتمة: الشهادة ورقة قد تثبت أنك متعلم لكنها لا تثبت أبداً أنك تفهم
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.