م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. من أبرز التعريفات المتداولة لمفهوم الشخصية أنها: «مجموعة أساليب وأنماط التفكير والتصرفات والمعتقدات والاتجاهات والقيم واتخاذ القرارات والمشاعر المتأصلة والفريدة لشخص معين».. ومنطلق ذلك التعريف أن الإنسان كائن معقد.. تمتزج فيه عوامل الوراثة والتربية والظروف والمصالح والمعرفة والتجربة والمحفزات والمثبطات.. كل ذلك يُنْتِج خلطة من السلوكيات التي تصدر من داخله.. وتتمثّل في مشاعره المعتادة أو الطارئة.. ومساحة الضمير الذاتي لديه.
2. دراسة الشخصيات وتحليلها ليس بالعلم الجديد.. بل ظهر أول ما ظهر على يد الحكيم «أبو قراط» قبل ثلاثة آلاف سنة.. والذي قال إن اختلاف الشخصيات يعتمد على مزيج السوائل الحيوية في جسم الإنسان.. وأن اختلاف نِسَبِها هو الذي يؤدي إلى اختلاف الشخصيات.. ثم أتى بعده الفيلسوف «أرسطو» والذي عزا اختلاف الشخصيات إلى اختلاف الشكل واختلاف قسمات الوجه والبناء الجسدي للشخصية.. ثم بعد ذلك بقرون أتى العالم «داروين» صاحب نظرية «النشوء والترقي».. ورأى أن الشخصيات تختلف بسبب العوامل الغريزية الدافعة لدى الإنسان.. ليأتي بعده عالم النفس الشهير «فرويد» الذي ذهب إلى أن اختلاف الشخصيات قائم على الصراع الداخلي بين الأنا السفلية والأنا العليا.. ثم مع مطلع القرن العشرين طور عالم النفس «كارل يونج» نظرية (أنماط الشخصية) والتي تقوم على أن البشر يولدون وفق نمط معين.. وحدد منها أربعة أنماط وهي: الانطوائي وهو الذي يُغَلِّب التفكير.. والاجتماعي وهو الذي يُغَلِّب الشعور.. والإدراكي وهو الذي يُغَلَّب الإحساس وأخيراً الحكمي وهو الذي يُغَلِّب الحدس.. ومنها طور العالمان «مايرز - برجز» مؤشراً يحمل اسميهما لتحليل الشخصية لكن بتركيبات مختلفة ومزيد من التفاصيل.. وأخيراً يرى علماء العصر الحديث أن اختلاف الشخصيات إنما هو نتيجة حاصل جمع كل الاستعدادات والميول والغرائز والواقع المعاش والتأثير البيولوجي الموروث.. وما زالت دراسات تحليل الشخصية محل دراسة وتجريب.. فهو علم متشعب وغير دقيق.. فلا أحد يشبه أحد وهذا هو الشيء الأكيد.