م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. صوتك الداخلي الذي يصرخ بتحفز أو خوف أحياناً أو يهمس بحياء أحياناً أخرى هو ما نسميه بالحاسة السادسة.. وهذا الصوت لن تسمعه إلا إذا انتبهت إليه.. وإلا ضاع وسط صخب الحياة وأنت تحسبه مجرد ضجيج دون أن تعيره اهتمام أو تحاول أن تنصت إليه.
2. إذا أنت أغفلت سماع «صوت موهبتك» مثلاً وكأن الله قد خلقك بلا موهبة ولا ملكات.. فأنت بذلك تضيع أهم صوت داخلي.. فهو الذي يحفزك ويُظْهر الشغف الذي لديك.. ويسمح لك بأن تمنح المحيطين بك بعضاً من روحك واهتمامك وفائدتك.
3. أما إذا إغفلت سماع «صوت شخصيتك» فأنت حينها ستكون كالمسخ بلا هوية ولا قيمة ولا موقف.. مجرد فرد من قطيع يُطْلق عليهم تأدباً «العامة».
4. إغفال «صوت الخبرة» يحرم الآخرين الاستفادة من رصيد تجاربك في الحياة.. فلا تعود كالإناء المملوء بالتجارب والخبرات والمعارف بل كالشق في الأرض لا تحتفظ بالماء ولا تفيد المحيط.. ويضيع تعب السنين هباءً منثوراً.. فلا تعلّم ولا تساعد ولا تفيد.. وحينها لا تزيد على أن تكون كماً متراكماً يشغل حيزاً بلا قيمة ولا منفعة.
5. أما «صوت القلب» فإغفاله كسر للخواطر والعواطف والإنسانية.. صوت القلب هو صوت المشاعر التي تتصل بقلوب الآخرين ممن تحبهم أو تعمل معهم أو تهتم بهم.. صوت القلب هو الصوت الذي يغفل «للأسف» كثير من الناس عنه.. على الرغم من أنه أكثر ما يصيب الإنسان بالندم إذا لم يستمع له خصوصاً عندما يتقدم به العمر.
6. «صوت أحلامك».. هو الذي يحدد خارطة الطريق لمسار حياتك ونجاحك في عملك.. لذلك عليك أن تستمع لذلك الصوت.. وتثبته بتدوينه وتتابعه بخطة عمل وجدول زمني لتحقيقه وإلا سوف يضيع ولا يتحقق على أرض الواقع منه شيء ويطير في الهواء كما طار العمر.
7. «صوت التساؤل».. حتى لا تكون إمعة يجب أن تتساءل دائماً وتشك في كل شيء.. ليس الشك المرضي بل الشك المتسائل الذي لا ينساق دون وعي وتفكير لأي شيء وخلف أي حدث.
8. «صوت الأخلاق».. أن تمضي في حياتك وكأنك لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم فهذا خلل في الأخلاق قبل أن يكون خللاً في الشخصية.. وأن ترى الخطأ فتتغافل عنه أو ترى الظلم فلا تتخذ موقفاً تجاهه فموقفك هنا لا أخلاقي.. ففي الأخلاق لا يكفي أن تكون لديك نوايا طيبة بل يجب أن تعمل على مواجهة كل ما لا تراه أخلاقياً إذا كان في يدك أن تفعل شيئاً.
9. مصير كل إنسان في داخله.