م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
كيف هي طريقة اتصالنا بالآخرين.. وما هي الطريقة التي نتفاعل بها معهم.. هل نتباهى بمناصبنا ووضعنا الاجتماعي عليهم ونُعْلي من شأننا أمامهم.. أم نُعْلي من شأن الشخص المقابل دون أن ننتظر مقابل؟.. إذا نظرنا إلى أنفسنا فقط من هذه الزاوية لعرفنا أنفسنا واكتشفنا نقاط ضعفنا.. وللإجابة عن سؤال العنوان علينا طرح بضع أسئلة أخرى منها:
1. هل أنت من النوع الذي يتعامل مع الحياة على أنها مساحة تنافسية وأن أساس التعامل هو المصلحة الشخصية أولاً.. وأن على الفرد أن يروّج لنفسه لكسب الاحترام.. إذا كنت من هؤلاء فأنت مع الأكثرية.. فنزعة حب الثناء غريزة إنسانية أصيلة تجعل الناس متمركزين حول ذواتهم.. مما يُضْعف الاتصال بينهم حتى يصير مهارة أكثر منه غريزة إنسانية.
2. هل أنت من الذين يُقَدِّرون الشخص الذي يقابلونه ويعلون من شأنه ويشعرونه أنه شخص مهم؟.. هل أنت من هؤلاء الذين يُغَلِّبون مصالح الناس على مصالحهم.. ويقدمون العون والنصح ويعترفون بالفضل لأهل الفضل ومن الماهرين في تكوين علاقات وروابط تفيد الطرفين؟.. إذاً فأنت من هؤلاء الأقلية الذين يَرْسَخُون في الذاكرة.. ويحوزون الرضا والقبول والحب والاحترام من كل شخص يقابلهم.. فمن يستطيع أن يكون معطاءً في مشاعره وتصرفاته وأقواله ومعرفته وخبرته وعلاقاته مع كل من يواجههم.. هؤلاء في العادة يتبوأون القلوب ويَعْلَقون بالعقول والذاكرة ويصلون إلى أعلى المناصب.
3. هل أنت من الذين عطاؤهم إستراتيجي مبني على منفعة متوقّعة أو عائد مطلوب أو بناء علاقة لمصلحة ممكنة.. الذين يصنعون الجميل فقط للذين يرجون منهم فائدة في المستقبل؟.. إذاً فأنت من هؤلاء الذين يتصفون بأن شبكة علاقاتهم ضيّقة.. ومسافة بعدها عن قلوب الناس طويلة.. ودرجة حرارتها باردة.
4. هل أنت من هؤلاء الذين يشككون بنوايا الآخرين.. وتحس أنهم يرون أن نجاحهم لا يتم إلا بسقوطك.. وبالتالي فكل سعيك مكرّس للبحث عن المعلومات التي تعزِّز ظنونك وشكوكك في الآخرين.. فتبني التصورات المرتابة تجاههم.. ولا تتوقّع منهم سوى الأفعال الخبيثة.. إذاً فأنت عدائي النزعة لا تعيش إلا وحيداً.
5. هل أنت ممن يبخلون بالثناء على الناجحين ولا يقولون الكلمة الطيِّبة تجاه الأشخاص والأشياء والأحداث؟.. إذاً ستعيش بعيداً.
6. هل أنت سلبي المزاج.. إذاً ستقضي عمرك تعيساً.