عبد الاله بن سعود السعدون
الشارع السياسي في العاصمة بغداد يعيش حالة من الحوارات الساخنة بين ممثلي الأحزاب والكتل السياسية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة التي اقترب موعدها في الثاني عشر من مايو القادم. وتميز المرشحون للكرسي البرلماني باختلاف الوجوه الجديدة وثبات الكتل السياسية القديمة التي أكثرها مرفوضة من الناخب العراقي تمشياً مع سياسة المجرب لا يجرب..
البيت الشيعي المرتبط بصداقة مميزة مع الجارة إيران طرح ثلاث كتل انتخابية بزعامات ثلاثة من أصدقاء إيران وأوسعها قائمة (النصر) ورمزها الانتخابي رئيس الوزراء حيدر العبادي وتضم شخصيات عديدة من حزب الدعوة الإسلامية، وعدداً من المستقلين والضباط المتقاعدين. ولأول مرة يزحف البيت الشيعي نحو مدينة الموصل بترشيح خالد العبيدي وزير الدفاع المقال والمنتمي لأسرة معروفة في الموصل. وتأتي قائمة (الفتح) التي تخندق فيها مرشحو الحشد الشعبي ومن رموزه السيد هادي العامري رئيس منظمة بدر وقيس الخزعلي أمين عام منظمة عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي ومجموعة واسعة من المنتسبين لقوات الحشد الشعبي بعد تركهم للصفة العسكرية والأخيرة من الكتل المذهبية التي ابتعد عنها الناخب العراقي وهي دولة القانون ويترأس هذه القائمة نوري المالكي ومجموعة من الكتل المنتمية للتيار المضاد للوجود الأمريكي والسائرة بالفلك الإيراني وحظوظها ضعيفة في الحصول على عدد يتجاوز القوائم الشيعية الأخرى. وقد صرح المالكي بعد لقائه علي أكبر ولايتي المستشار السياسي للمرشد الإيراني خامئني قائلاً (أميركا تسعى إلى أن يكون لها موطن قدم في العراق والعراق ليس كاليابان وكورياالجنوبية ولن يكون بإمكان الأميركان الوجودالعسكري فيه) وتطابق تصريح المالكي مع صديقه ولايتي الذي أكد على التحذير من امتداد التواجد الأمريكي العسكري في العراق وشرق الفرات وأضاف ولايتي وبكل زهو ومكابره قائلاً إن إيران والعراق وسورية من خلال تعاونها المستمر لن تسمح للأمريكيين بالنفوذ في المناطق في تلك الدول الثلاثة.. وتمادى ولايتي في تصريحاته المستفزة عربياً وعراقياً قائلاً بأن إيران لن تسمح للشيوعيين واللبراليين الوطنيين والمدنيين بالعودة لحكم العراق.. .ولأول مرة يتوحد أبناء الطائفتين الشيعية والسنية باستنكار هذا التدخل السافر بالشأن العراقي واعتبرتها توجيهاً للناخب العراقي والتأثير على المظللين بصداقة إيران بتأييد القوائم الطائفية المذهبية وتوجيه المسار الانتخابي..نحوها... وجاء الرد غاضباً من النائب الشيعي الديمقراطي فائق الشيخ علي حيث وجه إنذاراً لولايتي «لن نسمح لك أو لغيرك من الإيرانيين بالتدخل بالشأن العراقي وأضاف قائلاً ما هذا الاستخفاف والاستهتار الإيراني في السيادة العراقية».
وعبر النائب والقانوني الأستاذ عبدالكريم عبطان والمرشح أن كتلة الوطنية ومن شيوخ عشائر الجبور رافضاً للتدخل الإيراني بصورة تصريحات ولايتي المستفزة معبراً عن رفضه لها بقوله (نحن لا نشتغل عند ولايتي ونحن عراقيون ولابد لاحترام مشروعنا الوطني العراقي ولا نسمح لولايتي ولا لغيره أن يتدخل بشؤننا الداخلية..
وأعلن السياسي الشيعي المستقل عزت الشابندر أنها دعوة لشيعة العراق باستنكار تصريحات ولايتي وأن ولايتي بتصريحاته هذه أحرج إيران وحلفاءها من الساسة العراقيين،. وجاءت المفاجأة التي أذهلت السلطة في طهران قبل بغداد بإعلان تحالف «سائرون» بدعم وتأييد السيد مقتدى الصدر الشخصية العراقية الدينية التي بتوجيه من كتلته الصدرية يحرك الشارع السياسي العراقي الذي انفرد عن جناح حلفاء إيران بالتوجه نحو الدولة المدنية وتحت مظلة المواطنة بتشكيل تكتل وطني عابر عن الطائفية والقومية بالائتلاف مع الحزب الشيوعي العراقي وكتلة الاستقامة الوطني وحزب التجمع والترقي والإصلاح والدولة العادلة والشباب والتغيير وشعاره الانتخابي بناء الدولة الوطنية دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية..ومن المحتمل تشكيل تحالف مع الكتلة الوطنية برئاسة الدكتور أياد علاوي ورئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري وزعيم القائمة العربية صالح المطلق وشخصيات عشائرية عربية وهناك تجمع القرار العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي وقائمة التجمع العربي برئاسة خميس الخنجر والدكتور أحمد المساري والعديد من الشخصيات الوطنية والعشائرية وصفة التفكك والتشظي تسود الكتل السنية وتتجه للتحالف بعد الانتخابات مع كتلة النصر وسائرون وإنشاء تحالف كبير عابر للطائفية يمثل الأغلبية البرلمانية بدعم الجوار العربي والإدارة الأمريكية ويعاد انتخاب الدكتور حيدر العبادي المقبول عربياً وأمريكياً لرئاسة ثانية وبحكومة تكنوقراط قادمة..
أما إيران فتتبع استراتيجية هادفة للتغلغل في عمق سوريا والعراق عسكرياً وسياسياً وصرح نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي مبيناً هذا التغلغل قائلاً (إن الجيشين العراقي والسوري يشكلان عمقاً استراتيجياً لإيران).