«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
قبل أن تجرى لي عملية «دسك» قبل سنوات لم أكن أعاني من السكر من النوع الثاني. وتمضي الأيام، وأدخل نادي مئات الملايين في العالم الذين يعانون من (مرض السكري)، ولو أن معاناتي -ولله الحمد- أخف وطأة من غيري؛ كون السكري عندي من النوع الثاني. وبعد ترددي على الطبيب من فحص دوري للدم وللجسم عامة قال لي: «إن نسبة الكولسترول عندك في الدم مرتفعة، ونصحني بتخفيف المواد الدهنية، وممارسة الرياضة». ولكن ما هو «الكولسترول»؟ وكيف يتكون في الدم؟ وما هي أضراره إذا ارتفع -لا قدر الله- منسوبه في الدم؟ عن ذلك كانت هذه الإطلالة لهذا اليوم.
يقول الأطباء، وعلى الأخص الاستشاريون منهم أصحاب التخصص في مجال أمراض القلب: في الأوضاع الطبيعية ينتج كبد الإنسان 2000 ملليجرام من الكولسترول يوميًّا، وهي نسبة تشكل 80 % من حجم الكولسترول الموجود في الجسم. وللكولسترول أهمية حيوية لأجسامنا؛ كونه ضروري في تكوين أنسجة الخلايا، ويكثر وجوده في الخلايا العصبية، وفي العصارة الصفراء اللازمة للهضم. كذلك هو من أهم عناصر تصنيع هرمونات الغدد الصفراء اللازمة للهضم. كذلك هو من أهم عناصر تصنيع هرمونات الغدد الصماء مثل هرمونات الأدرينالين والهرمونات الجنسية.
وتقوم الكبد بتصنيع الكولسترول من المواد الدهنية المشبعة التي نتناولها في مأكولاتنا «طعامنا» على اختلاف أنواعه. وفي الحقيقة، كما يشير الأطباء، إن الكبد تزود الدم بمعظم الكولسترول اللازم له، وهي -أي الكبد- ليست في حاجة إلى الأطعمة المحتوية على الكولسترول، مثل البيض واللحوم الحمراء والأجبان كاملة الدسم وبعض الحيوانات البحرية، مثل الربيان واللوبستر؛ وهو ما يزيد كمية الكولسترول الموجودة في الدم أصلاً التي أنتجها الكبد -كما أشرنا سابقًا- من المواد الدهنية المشبعة. ومن هنا ترتفع نسبة «الكولسترول» في الدم. ومع مرور الوقت، وبسبب عمليات كيميائية أخرى في الجسم يتراكم الكولسترول في الأوعية الدموية، ويسبب ضيقها، أو -لا قدر الله- انسدادها؛ ويمنع بالتالي تدفُّق الدم بسهولة فيها؛ وهو ما قد يسبب حدوث جلطة أو ذبحة صدرية.
وحتى نتجنب هذا الكولسترول الخطير، ولتخفيف حدته وعدم ارتفاعه في أجسادنا، ينصح الأطباء الناس -كل الناس- بالتخفيف من الأطعمة المحتوية على الدهون المشبعة؛ إذ إن الكبد تستمر في إنتاج الكولسترول من هذه الدهون بغض النظر عن مستوى الكولسترول في الدم. إضافة إلى أن ممارسة الرياضة، وخصوصًا الجري الخفيف أو المشي لمسافات طويلة وصولاً للتعرق، ولكن بشكل معتدل لمدة 20 إلى 30 دقيقة بصورة يومية، أو على الأقل 3 مرات أسبوعيًّا. فهذا -وحسب توجيها المختصين- يعمل على تخفيض مستوى الكولسترول في الدم.
ومن المؤسف أن الضغوط النفسية المستمرة التي قد يتعرض لها الإنسان تساهم في ارتفاع مستوى الكولسترول؛ لذلك فمن الأفضل لصحتنا الاهتمام بكل ما من شأنه الإسهام في إبعاد هذه الضغوط من خلال ممارسة الهوايات التي نهواها والاسترخاء والتنزه والمطالعة في مختلف مجالات القراءة المناسبة التي تشعرنا بالهدوء والاسترخاء خلال القراءة.. ويفضل ذلك في مكان تتوافر فيه أجواء مشبعة بالهواء كالحدائق أو البساتين أو حتى الجلوس في حديقة المنزل إذا كانت تتوافر، أو على الأقل في شرفة واسعة.
وفي حالة ارتفاع نسبة الكولسترول لأسباب مرضية وراثية عادة ما يكتب الطبيب أدوية خاصة لتخفيفها، مع الالتزام بنظام غذائي مهم. وعليكم السلام.