كوثر الأربش
«قال الفتى: ولكنني لا أريد ذلك أيضا. في الحقيقة يا والدي أنا لا أريد أن أكون حدادًا. سأله الأب بدهشة بالغة: إذاً ماذا تريد أن تكون وقد وُلدت في قرية الحدادين؟ أجابه الفتى: لستُ أعرف الآن. لم أكتشف ذلك بعد. لكنني كلما أغمضتُ عينيَّ رأيتُ شجرة عملاقة لها أزهار بيضاء» الكاتب المصري أحمد الديب كتب ذلك في احدى قصصة. نحن أيضًا كلما أغمضنا أعيننا، تأرجح لكل منا حلم. الذي فعله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أنه رأى بوضوح أحلامنا رأى أيضًا تلك المشكلات التي تعترضها. هنا تكمن سر عظمة هذا القائد الحصيف. حين تكتشف المشكلة تكون قطعت نصف الطريق. وإحدى اهم مشكلاتنا كانت أن الشباب طاقة مهدرة. رغم أن 75% منا شباباً. شمر عن ساعدية و شكل جيشًا من الشباب المؤهل لتنمية البلاد. حين أقول شباب بالطبع أعني « النساء والرجال». إنه يجهز بلادنا لتتموضع في المكانة التي تليق بها، في الرياضة، الاقتصاد، الدفاع، الوجاهة الدبلوماسية وغيرها. أليس هذا ما كنا نحلم به؟ التفت حولك، ستصادف شابًا ما يقف في مكان ما، كان يومًا قد حلم به. هل تعرف ماذا يعني «الحلم» للشباب؟ إنه هالة سحر تجعلك مرهونًا، متيمًا. هل تخبر بذرة البرتقال كيف تصبح برتقالة؟ هكذا نحن. إننا نأتي للحياة وهباتنا معنا. كل ما نحتاجه الدعم والثقة. نكبر ونصبح ما نحن. وهذا ما صنعه ولي العهد، وهب الدعم والثقة وتركنا فقط نمضي خلف أحلامنا. في كل مرة أكون في المطار مثلاً. أجد فتاة خلف كونتر البوردنغ، لا يسعني إلا أن أبتسم. هل كانت تحلم بهذا هذه الفتاة الواقفة هناك؟ أنا متأكدة أنها حلمت. أنا وأنت كلنا لدينا آفاقنا التي نحلق لها حين نغمض أعيننا. حينما أرى وفود العائلات، يحتشدون فرحين في إحدى فعاليات الترفيه، أبتسم، حين أرى السيدات تتجهزن للقيادة، حين أرى طاقم الموظفين في منشأة جلهم أو جميعهم سعوديون، الصالات الرياضية تعج بالحركة. الكثير من المشاهد التي لا تملك أمامها إلا أن تتنفس الصعداء، تبتسم لأن أحلامنا تصبح حقيقة. هذا والطريق في أوله، محمد بن سلمان لم ينجز كل شيء، إنه يضغط زر البدء، و يجهز المضمار للانطلاقة الكبرى.
لهذا نحبه، لأنه ينظر لنا أولاً. ويعرف بأننا نحلم.. ويهتم بذلك.