«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في اتجاه الغرب البعيد قادما من الشرق. يجيء التحرك السعودي هذه المرة بقيادة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان. وفي الولايات المتحدة الأمريكية تأني الزيارة الرسمية لسموه حفظه الله في رحلة تعتبر طويلة إذ كان قياسها بالمسافات الشاسعة التي قطعتها طائرتة إلى واشنطن. أو حتى لداخل العديد من الولايات الأمريكية التي سوف يزورها كون الولايات الأمريكية، وكما هو الحال في المملكة ومناطقها ومحافظاتها متباعدة بحسب مساحة المملكة الواسعة والشاسعة. وقبل كل شيء فإنها رحلة رسمية وضرورية ولازمة إذ كان قياسها بالأهداف السياسية والاقتصادية الموضوعة لها ضمن برنامج الزيارة. ولكن لماذا يذهب ولي عهدنا المحبوب في اتجاه الغرب البعيد. إلى أمريكا الصديقة والشريكة القديمة. شراكة التاريخ والمستقبل والتفاعل الاقتصادي والتجاري. ومن هنا ندرك حقيقة أن بيننا مصالح تاريخية مشتركة ومصالح دولية وعلاقات سياسية واقتصادية متجذرة وصارت مع مرور الـ80 سنة صارت متشابكة ومتكاملة برغم المسافات بحيث لا يمكن لأي قوة ما إن تحاول المساس بهذه العلاقة وتلك الشراكة التاريخية.
إضافة إلى أن مختلف الزيارات واللقاءات التي جرت بين القيادتين وعبر العقود الماضية كان لها أثرها الايجابي في تقوية ما بين البلدين الصديقين من علاقات ومصالح متعددة وبصورة فاعلة ومؤثرة. هذا ولقد أشار معالي وزير الخارجية السعودي الأستاذ «عادل الجبير» في مؤتمره الصحافي الذي عقدة مؤخراً في سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن: (إن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يحمل خلال زيارته إلى واشنطن ملفات مهمة ومواضيع دقيقة سيناقشها مع الرئيس ترامب. إضافة إلى لقائه نائب الرئيس «مايك بنس» أيضا وعدداً من قيادات البيت الأبيض والسياسييين الأمريكيين في الكونغرس وغيرهم يأتي على رأسها التدخلات الإيرانية ودعمها للمليشيات المسلحة في عدد من الدول العربية. كما أشار معاليه أن زيارة ولي عهدنا المحبوب سوف تشمل 7 مدن أمريكية. وتتضمن لقاءات رفيعة ومناقشات مع المسؤولين الأمريكيين الأوضاع العربية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا إضافة إلى الترويج للرؤية السعودية (2030) وطموحات الشعب السعودي الذي يمثل الشباب نسبة كبيرة منه تصل إلى 70 %) أ.هـ
وفي مثل هذه الاشارات إلى أن زيارة ولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية لها أهميتها وتميزها وفي مثل هذا الحال وفي ظل العلاقة المتميزة بين الرياض وواشنطن فإنه يتحتم على القيادة السعودية التي يمثلها ولي العهد والوفد الرفيع المرافق معه يجعل من الزيارة لها قيمتها ومكتسباتها بما يتلاءم مع المصالح المشتركة بين الدولتين والمتطلبات اللازمة لتعزيزها واستثمارها. ولاشك بعد هذا أن هذه الزيارة التي يتطلع إليها المراقبون بكل تفاؤل أنها سوف تتيح للاستثمارات الأمريكية العملاقة وما أكثرها الاستثمار بالمملكة الغنية بخاماتها وطاقاتها وحتى شبابها الذي بات في السنوات الأخيرة مؤهلا علميا. والمملكة، وكما يؤكد خبراء الاقتصاد ورجال الاستثمار، لها أهمية اقتصادية وأرضا خصبة ومعطاءة لمختلف أنواع الاستثمار. ولها قبل ذلك ثقل اقتصادي يزداد يوما بعد يوم. إضافة إلى موقعها الاستراتيجي في قلب العالم. وبدون مبالغة، فالمملكة اليوم غيرها بالأمس، وباتت تأخذ مكانة مرموقة في الخريطة الاقتصادية والسياسية أيضا، ومن المتوقع أن تحظى زيارة ولي العهد للولايات المتحدة. بنجاحات مختلفة سياسية واقتصادية واستثمارية وثقافية وغيرها من المجالات المفيدة للدولتين.
وأخيراً، فزيارة الأمير محمد ترتكز على العلاقة والشراكة والمودة والارتياح والتقدير جميع ذلك وليد المواقف الموحدة بين القيادتين، ومنذ لقاء المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بالرئيس روزفلت عام 1945م على متن إحدى السفن الأمريكية..