منذ أكثر من 37 عاماً مضت والملحن طلال متواجد في الساحة، عاد في السنوات الثماني الأخيرة بشكل كبير، وأكثر نشاطاً، وبدأ يوزع أعماله على العديد من الفنانين العرب، لم تكن بعدد قليل من ألحان فقط، بل بألبومات كاملة حملت ألحانه، كما فعل مع فنان العرب محمد عبده مؤخراً في ثلاث ألبومات منها البوم «رماد المصابيح» عام 2017، وألبوم «عالي السكوت» والذي طرح عام 2016، وكذلك ألبوم «بلعن عليها الحب» والذي طرح في عام 2013، ليتجدد التعاون بينهما في هذا الالبوم «عمري نهر»، ليكون مجمل التعاون بينهم في ستة أعوام ماضية أكثر من 30 عملا في أربعة ألبومات.
كتبت قبل سنة تقريباً موضوعاً عن الملحن طلال وهل سيحقق أمانينا ونشرت في هذه الصفحة وما كتبت حينها «لم تكن ساحتنا الغنائية في سنواتها الخمس الماضية، باعثة على الفرح، ولم تكن تبهر المتابع، لجملة من الأسباب من أهمها تواضع كلمات الأغنية، طغيان التوزيع الموسيقي على اللحن والصوت، وحرص الفنانين على تجميع المال أكثر من إرضاء الجماهير، وظهور جمل لحنية أشبه -بالطقطوقة- المكررة في العديد من الأعمال، كما أن حال الجمهور والمتلقي، لم يعد متحفزاً لسماع المزيد من الأعمال الطربية، بسبب بحثهم عن الأغنية السريعة والمعلبة.
أقول إنني فرحت لعودة (طلال) علّه يعيد ترتيب وضع وحال الأغنية السعودية، وكونه يعلم مواطن قوتها وضعفها، وحقيقة الأمر أن ما يهمني هو أن يقدم عملاً لحنياً يساوي عشرة أعمال، وما زالت الآمال معلقة على الملحن (طلال)، بأن يعيد صياغة الأغنية السعودية، وأن يمد لها يد العون من جديد، وأن ينقذها من الغرق، فـ(طلال) يملك الخبرة والإمكانات التي تؤهله ليكون المنقذ، ويرسم خارطة الطريق، وأن يعيد الأغنية السعودية لجادة الطريق، وذلك بعد أن انحرفت كثيراً عن مسارها، للعديد من الظروف.»
أعتقد أن التعاون الثنائي بين طلال ومحمد عبده، أيدت ذلك، وحققت جزء كبير من أمنيتي، حيث أبعد أغانينا عن العبث الموسيقي، والذي أفقد أغاني هذا الزمن أصالتها، فقد باتت الأغنية عبارة عن إزعاج، وما كان منها أكثر إزعاجاً -موسيقياً- فهي الأكثر نجاحاً، وأعاد لنا أسماء شعرية لها ثقلها ، وعلى -القاريء - أن يلحظ اسماء الشعراء في ألبوم «عمري نهر»، وأبعد منا شعراء أغانينا في هذا الوقت، يكتبون -تفاهات- ويكتبون أحياناً كلمات وجملاً لا تُفهم ولا تُقرأ.
* * *
هل تتكرر العادة؟.. حفلة ومؤتمر صحفي
اعتاد الجمهور على مواكبة أي ألبوم يطرحه فنان العرب وبالذات في ألبومات حملت توقيع الموسيقار طلال باستباق حملة إعلانية ضخمة، ولاحقاً وبعد طرح الألبوم بأيام يكون هناك مؤتمر صحفي ضخم وحفلة لإطلاق الألبوم، لتعطي إضافة أخرى لنجاحاتها، ولتكون داعم قوي للترويج عن هذا العمل، حيث تم تكرار ذلك في الألبومات الثلاث السابقة بين فنان العرب والملحن طلال. وبدأت فعلياً روتانا في استباق طرح الألبوم بالترويج عنه قبل أكثر من أسبوع، ويبقى إقامة المؤتمر وإعلان موعد الحفل مهماً، وبالذات مع هذا الألبوم والذي يتوقع له النجاح وذلك بعد الجهد الكبير المبذول في هذا العمل. وبالطبع كانت الحفلة تعطي انتشار أكبر للألبوم، فيما يأتي الموتمر الصحفي على هامش الحفلة التي تقام في دار الأوبرا المصرية كل عام، لإضافة المثير من الترويج، كما حدث للألبومات الثلاث، وما سيحدث للألبوم الجديد -كما هو متوقع-.