الرياض - «الجزيرة»:
أكد المشاركون في حلقة النقاش العلمي التي نظمها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية تحت عنوان: «الشائعات وأثرها في الأمن المجتمعي»، على أن سهولة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع أتاح بيئة خصبة لنشر وتبادل المعلومات بصورة غير مسبوقة مما زادت معه الشائعات المغرضة التي تهدد الاستقرار والأمن المجتمعي مما يتطلب جهود ومتابعة مستمرة لرصدها وتحليلها ومعرفة مصدرها ومقاصدها وسرعة الرد عليها لتلافي أثرها السلبي على الفرد والمجتمع.
وتناول اللقاء الذي شارك فيه نخبة من المهتمين والمختصين موضوع الشائعات وتأثيرها على أمن واستقرار المجتمع خاصة مع التقدم التقني والزيادة غير المسبوقة في عدد ونوع مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها ودورها في انتشار الشائعات، وأنها أصبحت سلاحاً خطراً خاصة مع إمكانية وصول الخبر غير الصحيح للجميع في وقت وأحد، بواسطة شبكة الإنترنت والمواقع الإلكترونية التي يتزايد عددها ونوعها يوماً بعد يوم.
واستعرض في حلقة النقاش نتائج الدراسة التحليلية التي قام بها المركز تحت عنوان: (اتجاهات الرأي العام السعودي حول الفيديوهات المثيرة للشائعات: فيلم سناب شات نموذجاً) وهي في مضمونها تحليلاً كمياً وكيفياً لمحتوى الفيلم، ومحتوى التعليقات التي سجلها المشاهدون عليه، بالإضافة إلى مقابلات معمقة تمت مع تسعة عشر خبيراً، كذلك تحليل نتائج الاستبانة لمشاهدي الفيلم، وأوضحت الدراسة من خلال الإحصاءات أن المملكة من أكثر دول العالم امتلاكاً لمستخدمين نشطين (يومياً) لتطبيق سناب شات، وأن عدد المستخدمين السعوديين يصل إلى 8.2 مليون مستخدم يومي (يتفاعلون يومياً مع التطبيق)، وأن الفئة الأكثر تفاعلاً وتأثيرًا على تطبيق سناب شات في المملكة هم الفئة التي تراوح أعمارهم بين 13 و35 عامًا ويشكلون أكثر من 85 في المائة من كافة مستخدمي تطبيق سناب شات في المملكة، كونهم الفئة الأكثر انتشارًا ونشاطًا في المملكة، وأن إجمالي الهواتف النقالة النشطة في مواقع التواصل الاجتماعي قد بلغت نحو 18 مليون جهاز، وارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة خلال العام 2017 إلى نحو 8 ملايين شخص بارتفاع نسبته 34%.
وانتهى المشاركون في ختام حلقة النقاش العلمي لمجموعة من التوصيات ومنها: أن تبادر المؤسسات والوزارات المعنية بتوفير المعلومات والحقائق للجمهور العام من خلال المواقع الإلكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وضرورة وجود متحدث رسمي، فغياب أو تأخر المعلومات من مصادرها الأصلية يعد سببًا رئيسًا في انتشار الشائعات، وضرورة تكثيف الحملات من الجهات المختصة ونشر الوعي العام بأهمية التثبت من مصادر المعلومات والأخبار وخطورة التسرع في نقلها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا نسهم في نشر الشائعات أو الترويج لها أو التشهير بأشخاص أو جهات دون دليل، وأن تهتم مراكز البحوث والدراسات الأمنية والاجتماعية بشكل عام ومركز رؤية بشكل خاص بموضوع الشائعات وتضعه ضمن أولوياتها البحثية، وأن تجرى مزيد من الدراسات العلمية لرصد أنواع الشائعات وتصنيفها وتحليل أسبابها وعوامل انتشارها، والتنسيق وتكاتف الجهود المؤسسية والفردية لمجابهة الشائعات والحد من أضرارها الكبيرة، حيث إنها تعتبر سلاحًا خطيرًا بيد الأعداء يتسبب في بلبلة وحيرة للرأي العام، وتؤدي لزعزعة المجتمع والثقة ببعضهم، نتيجة تشويه السمعة ومس المكانة الاجتماعية للأفراد، والدعم والتعاون مع الجهات الأمنية والرسمية لتطبيق الأنظمة والقوانين وتطوير سن العقوبات ضد الجرائم الإلكترونية والمجتمعية، مع التأكيد على دور المنابر الشرعية والتعليمية والإعلامية بالقيام بالأمانة الواجبة تجاه المجتمع ووحدته وتماسكه وترابطه.
جدير بالذكر أن مركز رؤية يعد الأول من نوعه في المملكة كمركز غير ربحي يقدم دراسات وبحوثاً اجتماعية مبنية على المنهج العلمي في البحث والتقصي لمتخذ القرار، وأجرى على مدار خمسة عشر عاماً (43) دراسة علمية واستطلاعًا للرأي، وصُدر عنه 23 مطبوعًا علميًا تقدم جميعها حلولاً علمية وعملية لمشكلات المجتمع السعودي.