يتميز قطاع السياحة في المملكة بتنوّع أنشطته وتشعبها وارتباطها بأنشطة وجهات وتخصصات متعددة، بدءاً بنشاط المعارض والمؤتمرات والحرف اليدوية، وانتهاءً بتنظيم الرحلات السياحية والإرشاد السياحي وغيرها، ولذا كان تأسيس وتنظيم كل قطاع ليكون مستقلاً بذاته، عملاً ضرورياً لتطوير القطاع وتنظيمه.
ولكي نصل إلى هذه المرحلة فلا بد من تبني واحتواء كل قطاع بذاته وتأسيسه وبناء أنظمته وأعمدته التنظيمية إلى أن يكون جاهزاً للانطلاق، وهذا ما قامت به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بتأسيسها قطاع المعارض والمؤتمرات من خلال البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، وقطاع الحرف اليدوية من خلال البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية «بارع»، وتهيئة بنيتهما النظامية والاستثمارية حتى أصبحا ناضجين وجاهزين وأصبح كل برنامج يعمل بقدراته وإمكاناته الذاتية وفق أحدث الأساليب الإدارية مدعوماً بالأنظمة والتنظيمات الإدارية وينفذ أنشطته ومشاريعه.
وفي إحدى كلماته أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة عملت منذ أن أسستها الدولة قبل 17 عاماً على بناء قطاع متكامل للسياحة والتراث بكل ما تحمله مسميات القطاع من تهيئة الأنظمة وإنشاء الأنشطة الفرعية وتوفير الممكنات والبناء المؤسسي لهذه القطاعات، وصممت الهيئة كل القطاعات والأنشطة التي أنشأتها لتكون قابلة للانفصال والعمل بمفردها أو تنضم لجهات أخرى وفق المنهجية التي اعتمدها مجلس إدارة الهيئة عام 1425هـ (القيادة ثم الانحسار) وهي التي تعني أن تبادر الهيئة بتأسيس قطاعات وتتولى قيادة الأنشطة في البدايات على أن تنحسر وتسلم القيادة للشركاء الذين يتم تأهيلهم أو للكيانات الإدارية الجديدة التي تنشأ أو تنفصل عن الهيئة، مشيراً إلى أن مشروع هيئة السياحة والتراث منذ بداياته كان مشروعاً تكاملياً يؤمن بالشراكة ولم يكن يوماً مشروع استحواذ على صلاحيات وتجميعها».
** **
- سعود المقبل