«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
من منَّا لا يحب ويعشق حتى «الثمالة» هذه الأرض الطيبة والمباركة. ومن منَّا لا يتمنى أن تكون نهايته على أرضها ويدفن في جوفها. فمن أجلها تعب الأجداد والآباء وعملوا بإخلاص وحتى ضحوا بحياتهم من أجل وحدتها. كان الأجداد الأبطال يقفون جنباً إلى جنب مع المؤسس - طيب الله ثراه - خلال حروب ومواجهات التأسيس والتوحيد. ونضالهم وتعبهم من أجل أن يقدموا وببسالة ما لم يقدمه شعب آخر. وذلك لسبب بسيط أن طبيعة تضاريس المملكة تختلف من منطقة وأخرى. ففيها الصحارى والوديان والهضاب والجبال، من هنا خاضوا من أجل ذلك أعتى المعارك والحروب والمواجهات وسطروا بدمائهم الملاحم التي لو كتبت لأثرت كتب التاريخ والمكتبات. لا في بلادنا وإنما في العالم. واستطاعوا على مر الأيام أن يحققوا الوحدة الوطنية التي سعى إليها المؤسس ورجاله الأبطال، فحق لهم ولأبنائهم أن يفخروا جميعًا بالإنجاز الإعجاز. واليوم والوطن يعيش زمن التحديات والمواجهات ضد الفساد. ومحاربة الأعداء. الذين يسعون في إفساد أبناء الوطن من خلال عمليات تهريب المخدرات والممنوعات. أو حتى نشر الإشاعات المغرضة التي تسعى إلى الإضرار بنفسية المواطن وحتى المقيم عبر اللجوء إلى الأساليب النفسية التي تورث العلل والشك في المجتمع، وكما قيل أن الحرب النفسية أشد فتكًا من الحروب التقليدية أو المعروفة فأنت على الأقل تعرف من هو عدوك المباشر. لكن العزف على أوتار أساليب خفية الهدف منها هو إثارة العداوة والكراهية ما بين المواطن والقيادة وإشاعة البغضاء داخل العديد من المجموعات والفئات وحتى الطوائف داخل مجتمع الوطن، مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال إبرار الفروق والمفاضلات والاختلافات مع تجسيم الفروق الفاصلة بينها ومآخذ بعضها على بعض. ولكن وبفضل من الله ها هي بلادنا وقيادتنا تتصدى وبقوة وحكمة لمثل هذه الظواهر السلبية، وهي دائماً وأبدًا لها بالمرصاد، والعقاب الشديد في انتظار من يزرع الشوك ليحصد ما جنته عليه نفسه.. أكتب هذه السطور وأنا أتابع بتقدير كبير النشاط الفاعل لما يقوم به الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة ومن جهود مثمرة تعتمد على أساليب علمية ومنهجية معززة بقدرات وطنية متمكنة تسهم في الحفاظ على الأمن المعلوماتي للوطن. وليست مجاملة عندما أشير إلى جهود الأستاذ سعود القحطاني رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والمستشار في الديوان الملكي وفريقه في هذا المجاالمهم والحساس. وتابعت أخيراً مثل غيري وعن بُعد الورشة التحضيرية الأولى الساعية ومن خلال جهودهم لتحويل الأمن السيبراني والبرمجة إلى رياضة ذهنية تنافسية ممتعة مع سعيهم الحثيث إلى اعتمادها من اللجنة الأولمبية الدولية، ليتم من خلالها حث دول العالم على إنشاء اتحادات مشابهة. وستنظم -إن شاء الله- أولمبياد وطني وعالمي في المجالين. بارك الله في كل جهد فردي أو جماعي يسعى إلى تعزيز أمننا الوطني وفي مختلف المجالات الأمنية..؟!