حاوره - أحمد العجلان / تصوير - نايف السهلي:
في كل مرة يثبت لاعب نادي الهلال محمد جحفلي أنه نجم مختلف، فبدايته الصعبة التي جاءت مع لاعبين أجنبيين في نفس مركزه كانت مفتاح وعربون نجاح للنجم المحبوب من جماهير الزعيم، الذي أصبح رقماً ثابتاً في دفاع الهلال وأحد أفضل لاعبي الكرة السعودية في مركز قلب الدفاع.. حاورنا جحفلي فوجدناه كما هو رجل بسيط وهادئ وواثق من نفسه ولديه شخصية مستقلة..
إليكم تفاصيل الحوار:
* تقدم نفسك كلاعب أساسي ورقما ثابتا في دفاع الهلال لثلاث سنوات ولكنك لا تبدو محظوظاً مع المنتخب لماذا برأيك؟
* الكثير من اللاعبين يتمنون الوضع الذي أنا فيه حالياً وهو المشاركة كأساسي مع فريق كبير بحجم نادي الهلال، وأنا سعيد بأني في البداية ثبت أقدامي مع الهلال وهذا أمر مهم في مسيرة لن تكون قصيرة إن شاء الله، أما المنتخب السعودي فبلا شك فأنا مثل أي لاعب سعودي يطمح إلى الوصول للأخضر ووصلت - ولله الحمد - في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم ولكنني لم أشارك كأساسي وتشرفت مثل بقية زملائي بتكريم كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - بمناسبة الوصول للمونديال، ولا شك أنني أطمح في الفترة المقبلة إلى الاستمرار في التشكيل الرئيس للهلال وتقديم المستويات الجيدة التي تسمح لي باللعب في المنتخب.
* حضرت للهلال ولم يكن الأمر سهلاً حيث يوجد أجنبيان في قلب الدفاع وهم كواك وديجاو، كيف استطعت الوصول للتشكيل الأساسي؟
* كان ذلك تحدياً بالنسبة لي، ولا سيما أنني - ولله الحمد - أثق بقدراتي وعند توقيعي قلت إن هذا هو أول تحدٍ للعب مع فريق كبير مثل الهلال، وللأمانة فقد استفدت من هذا الثنائي كثيراً.
* هل تعبت من أجل اللعب كأساسي؟
- طبعاً فأنا حضرت في الفترة الشتوية ولم ألعب إلا نهاية الموسم وكنت اعتمد - بعد الله - على التركيز في الملعب وفي التدريب وأتعامل مع التدريب كما لو كان مباراة، من هنا كان التوفيق - ولله الحمد - حليفي ومن هنا أحب أن أشكر زملائي اللاعبين الذين وقفوا معي وساندوني في مسيرتي مع الهلال.
* قبل حضورك للهلال ماذا كنت تسمع عنه وكيف وجدته؟
* وجدت الهلال كما سمعت عنه، كنت أسمع أن نادي الهلال كبير وفريق بطولات وبيئته صحية، وللأمانة وجدت كل ذلك، بل إن من يحضر للهلال يجد بيئة محفزة للإبداع، فالشعبية الكبيرة جداً وزملائي اللاعبون سبب نجاح أي لاعب، ولا أبالغ إن قلت لك: إن الهلال هو حلم أي لاعب سعودي، فالوصول للهلال هو الوصول لقمة الأندية السعودية ودليل تفوق للاعب وأنه وصل لمرحلة فنية متقدمة استحق على إثرها الوصول لأقوى فريق سعودي.
* على الجانب الشخصي ماذا اختلف قبل الهلال وبعده؟
* في الجانب الفني كلاعب استفدت كثيراً من اللعب في الهلال، فقد تطور مستواي كثيراً - ولله الحمد - ولكن على الجانب الشخصي لم يتغير شيء، ربما أنني أصبحت أكثر شهرة بلا شك لشهرة الزعيم ولكن كما أنا لم يتغير شيء في سلوكي أو في علاقاتي.
* تحظى بشهرة كبيرة جداً وتتسلط عليك الأضواء، كيف ترى ذلك؟
- هذا بفضل الله - عزّ وجلّ - ومن ثم جمهور الزعيم الذي دعمني كثيراً منذ حضوري للهلال وهذا بلا شك يسعدني والشعبية التي أنا فيها من جمهور الهلال الذي يدعمني كل ما سجلت حضوراً جيداً مع الفريق.
* هدف الدقيقة 119 هل كان له دور في هذه الشعبية؟
* الهدف كان ببطولة، حيث غيّر مسارها من النصر إلى الهلال في وقت صعب جداً ولذلك فهو نقطة تحول في مسيرتي وشهرتي ولا سيما أن النهائي كان بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله-؛ لذلك فالمباراة كانت مهمة وتحمل اسماً غالياً على الشعب السعودي ولذلك فقد كانت ردة الفعل كبيرة، أضف لذلك أنه أمام منافس تقليدي.
* هل دفعت ضريبة لمصطلح «الجحفلة» الذي جاء بسبب هدف الدقيقة الأخيرة؟
* اسمي بالفعل أصبح يتردد في كل مكان وأنا لا أتضايق من مصطلح «الجحفلة» وحتى جماهير الفرق المنافسة أصبحوا يرددون اسمي وهذا يدفعني للمزيد من العمل وبصراحة فيما يخص (الطقطقة) بين الجمهور فأنا أتركها للجمهور ولا أتدخل فيها.
* بالمناسبة بعد هدفك الشهير أبعد نادي النصر لاعبه شقيقك عامر جحفلي، البعض ذكر أن اسم جحفلي أصبح مستفزاً لذلك تم استبعاد عامر؟
* هو استبعد بعد النهائي ولكن لا اعتقد أن هناك ربطاً وأعتقد أن عامر لم يتوفق مع النصر فقط.
* بعد هدفك الشهير بدأ البعض يشكك في إمكاناتك ويقال: إنك لست إلا لاعباً محظوظاً وإمكاناتك ضعيفة، هل أثر ذلك فيك؟
- في زمن التواصل الاجتماعي حتى لو كنت لا تريد أن تصلك بعض الانتقادات فستصلك، وأنا كنت أسمع مثل هذا الكلام وأضحك لأن هناك من لا يستند إلى كلام فني، بل هي أحاديث لا تستند إلى منطق أو أرقام وبلا شك فأنا أحترم النقد البناء، أما من يتحدث لمجرد إحباطي فلست ألقي له بالاً وهذا يحصل في كل مكان بأن يكون هناك من ينتقد ليس بهدف الإصلاح.
* في فترة ماضية لم تكن لاعباً أساسياً وشارك عوضاً عنك عبد الله الحافظ، كيف عشت تلك الفترة؟
* زميلي عبد الله الحافظ حصل على الفرصة وهو يستحقها بلا شك وقدم أداءً ممتازاً وكنت وقتها أبحث وأراجع نفسي وكيف أعود للتشكيل الأساسي واستمررت باجتهادي وانضباطي وتركيزي حتى عدت للتشكيل الأساسي ولله الحمد.
* لعبت مع كثير من المدافعين، من هو أكثر من استفدت منه؟
* لعبت بالفعل مع مدافعين محليين وأجانب وسأكون صادقاً معك، فأفضل من لعبت بجانبه هو زميلي أسامة هوساوي حيث إنه لاعب خبير وقائد ويستطيع أن ينسجم مع أي لاعب آخر.
* من هو أخطر مهاجم قابلته؟
* في السنوات الأخيرة أخطرهم هو مهاجم الرائد بانجورا.
* ما أصعب مباراة لعبتها؟
* إياب نهائي دوري أبطال آسيا هذا العام.
* أجمل لقاء؟
* أمام العين الإماراتي التي فزنا بها 3 - 0 في دوري أبطال آسيا بالرياض.
* ماذا عن مواجهاتك مع زميلك عمر السومة لاعب الأهلي؟
* السومة لاعب كبير وأنا - ولله الحمد - توفقت في الحد من خطورته وكنت في يومي في أكثر من مباراة بين الهلال والأهلي وهذا توفيق من رب العالمين.
* عائلة جحفلي قدمت عدداً من اللاعبين أنت وعامر وناصر ما هو السر؟
* أيضاً معنا وليد عبد الله، فهو ابن عمتي، ونحن عائلة كروية، فالوالد والوالدة محبان لكرة القدم، فالكرة في البيت والحارة وحتى في أحاديثنا مع بعض نتحدث عن الكرة.
* الهلال حالياً يتصدر الدوري مع فارق مباراتين، البعض يخشى عليكم من الثقة الزائدة؟
* أتحدث هنا عن انطباعي الشخصي، أنا لا أنظر لفارق المباراتين، بل أنظر أننا نلعب نحن والمنافسون وكأننا قد لعبنا كل مبارياتنا، فنحن مطالبون بالتركيز والحصول على كل النقاط للمباريات المقبلة، والدوري صعب في ظل التنافس المثير للهروب من المؤخرة واللحاق بالصدارة ولكن - إن شاء الله - نحن نفسنا طويل ولدينا صف احتياطي ممتاز وبدعم جمهور الهلال وبتوفيق رب العالمين سنسعد جمهور الزعيم.
* لماذا خسرتم كأس آسيا؟
* بكل صراحة لم نكن موفقين هذه هي الإجابة المناسبة للسؤال، نحن في الرياض كنا أفضل وأضعنا عديداً من الفرص المحققة وكذلك تعرض إدواردو وخربين لإصابات في أوقات مبكرة من المباراتين وأسهم ذلك في أن تتكالب علينا الظروف ولكن خسارتنا كانت لعدم التوفيق وما يميز الهلال هو أنه يعود سريعاً، فقد خسرنا آسيا وبعدها بأسبوع وفي مباراة كبيرة تغلبنا على الأهلي.
* ماذا عمّا يتردد بأن آسيا عقدة للهلال مؤخراً وهل يؤثر ذلك عليكم؟
* أبداً غير مؤثر ولو كان مؤثراً لما وصلنا للنهائي ولو كانت عقدة فمن المستحيل أن تصل للنهائي مرتين خلال ثلاثة أعوام والوصول للنهائي يؤكد أن هناك عملاً كبيراً وجباراً.
* كيف تعايشت مع حصول عمر خربين على جائزة أفضل لاعب في آسيا؟
* تابعت الحفل على الهواء مباشرة وكنت متوقعاً حصول عمر على الجائزة، فهو أفضل من منافسيه ومتفوق عليهم بشكل واضح وقد قدم مع الهلال والمنتخب السوري عام 2017 مستويات رائعة جداً وعمر يستحقها وأنا سعيد جداً بحصوله على الجائزة.
* بالمناسبة تبدو علاقتك بعمر مختلفة عن بقية اللاعبين ما السر؟
* كل ما في الأمر أنه عند حضوره للهلال كنت من المبادرين للتعرف على عمر والدخول معه في صداقة وللأمانة فقد وجدته أخاً وصديقاً وإنسانا راقياً ومحترماً فضلاً عن أنه لاعب كبير أضاف لنا الكثير وساعد الفريق الموسم الماضي في الحصول على بطولة الدوري وكأس الملك وكذلك وصولنا لنهائي آسيا.
* في الغالب المدربون في السعودية لا يستمرون طويلاً، كيف وجدت دياز في تعامله معكم من خلال الموسم الثاني له مع الفريق؟
* مدرب كبير وشخص محترم والبعض يعتقد أنه شديد ولكنه في الحقيقة شخص بسيط ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبين ونحن سعيدون جداً بوجود مدرب مثل دياز مع الهلال فهو يجمع بين النواحي الفنية والنفسية.
* قرار ستة لاعبين أجانب كيف تراه؟
* بصراحة أنا ضد هذا القرار، فخمسة لاعبين سعوديين في الملعب مقابل ستة أجانب لن يسهم في تقديم المواهب السعودية بالشكل المطلوب، فكيف ستحصل على تشكيلة للمنتخب إذا كان أكثر من نصف الفريق لكل نادٍ من اللاعبين الأجانب، والمشكلة الأكبر ستكون في حراسة المرمى حيث إن أغلب الأندية سيكون حراس المرمى أجانب.
* هل تتابع فريقك السابق الفيصلي؟
* طبعاً.. أتابع الفيصلي وسعيد جداً للمستويات الكبيرة التي قدمها الفريق هذا الموسم ودائماً أتمنى لهم التوفيق إلا عندما يقابلون الهلال.
* كيف من الممكن أن تصف علاقتك بجمهور الهلال؟
* علاقة محبة قائمة على عشق الزعيم، فالهلال يجمعنا و- إن شاء الله - تزداد محبتي لدى جمهور الهلال الذي دعمني كثيراً وأشكره من كل قلبي.
* في الهلال ما أولوياتكم الآن؟
* نريد الحصول على الدوري الآن ومن ثم التفكير في الاستحقاقات الأخرى ويجب علينا التعامل مع كل مباراة وكل بطولة على حدة.