«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في العقود الأخيرة ومع انتشار استخدام الهواتف المحمولة بتنا نسمع طوال اليوم نغمات نداء مختلفة داخل بيوتنا أو في مكاتب عملنا أو حتى في الشارع ومع الأيام تعودنا الاستماع إليها، وهذا النداء أو النغمة تطورت مع الأيام وصارت تحمل أنغاماً موسيقية وحتى أغاني محببة بعضها مقبول كونه يعيدنا لذكريات ومواقف وأحداث تذكرنا وتعيدنا إلى أيام مضت، وكان لها ذكرى في نفوسنا لا تنسى. وراح هذا «الرنين» إذا جاز التعبير والذي يحمله لنا التيار الكهربائي المتناوب والذي يشكل تيار الرنين عبر شبكة الهاتف من خلال رسالة الشبكة ليعلن لحامل الهاتف أن هناك مكالمة قادمة.. ولقد حددت دول مثل أمريكا الشمالية وبالتحديد في كاليفورنيا بـ90 فولت أس مع تردد 20 هيرتز وفي أوروبا حوالي 60-90 فولت مع تردد 25 هيرتز. ومع تطور الهواتف الذكية تضاعف أشكال وأنواع الرنين وحتى الإشارات بصورة مذهلة من خلال استخدام حلقات ذات فصل زمني أقصر بينهما للإشارة إلى مكالمة خاصة أو رقم معين. ولقد أتاحت الهواتف الذكية التي تطورت يوماً بعد يوم ومع تنافس محموم بين شركات الإنتاج والتصميم لتقديم كل ما يثير الإعجاب.. وكل شيء يتقبله الإنسان من نغمات وأغاني وأناشيد وحتى «شيلات» تعزف على وتر القبيلة إلا أن الشيء غير المقبول ومرفوض من الجميع أنك توك داخل المسجد وإذا بأغنية أو شيلة صاخبة تهز جيبك قبل أن تمتد إليها يد صاحب الهاتف وهي خجلة ووجلة لتنهي رنينها أو طنينها.. ومع الإقبال على اقتناء الهواتف الذكية باتت أمام الجميع المئات من الخيارات التي ومن خلال بعض التطبيقات تستطيع تحميلها وبكل بساطة وبالطبع هناك بعض الأشياء محفوظة الحقوق، فعلى من يريد تحميلها أن يدفع مبلغاً من المال.
وفي كل الأحوال فنغمة أو رنين أو أغنية أوشيلة هاتفك تعبر عن شخصيتك. وتكاد تصرخ للجميع: (أنا هنا). وكم هو جميل ومع الاحترام للجميع أن نحسن اختيار النغمة لهواتفنا بدون أن تتسبب في إزعاج الغير أو تصيبهم بتلوث ضوضائي مزعج. فيكفي الإنسان في هذه الحياة ما يسمعه ويشاهده يومياً وعبر وسائل الأعلام المختلفة ما يكدر نفسه.
وقد يدهش القارئ العزيز لو علم بأن هناك من يثار عصبياً ويحدث معه ردة فعل سلبية وانفعالية تجاه سماع نوع من النغمات والأغاني المهووسة والتي قد يتقبلها البعض ويكرهها كثيراً البعض الآخر.
ويدأ ظهور هذا الاضطراب منذ الطفولة وتتضاعف الحالة كما يشير الإخصائيون مع الاجهاد أو حتى الجوع والإرهاق.. وقد تم تشخيص المصابين بـ(الميسوفونيا) باضطرابات المزاج أو القلق فضلاً عن الوسواس. وهم على استعداد لارتكاب العنف أحياناً في حالة إثارتهم بصوت مزعج وهذا ما ينسحب على ما يصدر من هواتف البعض من نغمات مزعجة وغير مناسبة لا للناس المصابين بهذا الاضطراب (الميسوفونيا) فحسب ولكن حتى للناس العاديين جدا والذين يضايقهم بالطبع سماع أصوات وضوضاء هاتفية مزعجة وسمجة أليس كذلك.