في يوم الجمعة الموافق 16 محرم 1439 هجرية ألمّ بي خبر وفاة الأخ والصديق والزميل: أبي أحمد سليمان الفايزي فآلمني وصدمني! آلمني فراق عزيزٍ غالٍ، وصدمني بمفاجأته، فأحزنني وزاد في حزني أن مرضي منعني من القيام بتوديعه وتعزية ذويه ومحبيه حينئذٍ تواردت الصور والذكريات في خاطري وما أكثرها وما أغزرها تدافعت وتزاحمت إلى درجة اضطرب معها فكري وحار، فأردت أن أكتبها وأقيدها، فتأبت وتمنعت وارتعشت أناملي ولم تقوَ على حمل القلم فتركته وعمدت إلى هاتفي النقال فارتعشت يدي وتراقصت الحروف أمام ناظري فعجزت مرة أخرى وبعد ثلاثة أيام وبعد انحسار موجة الحزن بالتسليم بقضاء الله وقدره استطعت وبصعوبة أن اكتب شيئاً بهذه الفاجعة لنترحم عليه ونتذكر بعض محاسنه وهي كثيرة!.
كان رحمه الله سمح المحيا كريم السجايا، ابتسامته التي تعلو محياه بَرِيدُهُ لمحدثيه ومستمعيه كان متحدثا هادئا لطيف العبارة ولا شيء يخترق «القلوب» كلطف العبارة، وبذل الابتسامة، ولين الكلام، عرفته سليم القصد، نقي القلب يغض الطرف عن «الزلات» ولا يتتبع الهنات والهفوات كان متواضعا سمحا مع زملائه ومراجعيه محبا لدينه ووطنه وللمواطنين، كان لي نعم المساعد والمعين ونعم المستشار الأمين يعطي رأيه بصدق ولا يتردد في قول الحق يتحمل المسؤولية بأمانة ويقوم بعمله بكل جد وجلد ولا يتوانى فيما يسند إليه من مهمات تضاف إليه فهو قوي أمين {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}..
رحم الله من فزنا بمعرفته أخي وصديقي وزميلي أبا أحمد سليمان الفايزي، وجعله الله من الفائزين برضاه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
** **
أبو عمر/ عبدالعزيز بن إبراهيم الراشد - مدير عام التعليم في منطقة القصيم (سابقاً)