«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ أن أعلنت إدارة الهلال نيتها المشاركة بالفريق الأولمبي في البطولة العربية المقامة حالياً في مصر، بحسب طلب مدرب الفريق الأول السيد رامون دياز، إلا وبدأ الخوف يدب في نفوس بعض الهلاليين خوفاً على فريقهم الصغير من نتائج قد تكون سيئة وتسجل في النهاية باسم الهلال النادي، وبالرغم من أنهم مؤيدون لقرار الإدارة، إلا أن هذا الشعور انتاب البعض، خاصة وأن الهلال يقع في مجموعة ليست بالسهلة، ولكن «صغار» الزعيم الملكي أكدوا بأنهم قد الثقة التي مُنحوا إياها من قبل الإدارة والمدرب، إذ إن الهلال بشبابه الصغار أدوا في مباراتين مستوى أكثر من جيد، وقدموا أنفسهم بصورة نالت استحسان المتلقي المحايد قبل المشجع الهلالي.
أولمبي الهلال لعب في أولى مبارياته في البطولة العربية أمام فريق المريخ السوداني الذي كان يلعب بكامل نجومه المحليين والأجانب، وقدم صغار الهلال في هذه المباراة أداء وصفه المحللون بأنه مفاجآة، إذ بدا للمتابع بأن من يلعب في المباراة ليس صغار الهلال بل الفريق الأول، وذلك جراء المستوى الجميل الذي كان عليه الفريق الأولمبي الذي تعادل مع فريق المريخ السوداني المرصع بكامل نجومه.
في المباراة الثانية، قدم أولمبي الهلال مباراة كبيرة بمعنى هذه الكلمة، بل إن المتابعين المحايدين وصفوا مباراة أولمبي الهلال مع فريق نفط الوسط العراقي بأنها أجمل مباراة لعبت حتى الآن، إذ إن الفريقين قدما مباراة ممتعة للمشاهد، كما توهج الهلال في هذه المباراة، وزادت ثقة اللاعبين في أنفسهم، وقدموا مستوى رائعاً جداً، كسبوا من خلاله تعاطف الجميع، وبالرغم من أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 2/2 إلا أن هذا الأمر لم يمنع إدارة النادي من صرف مكافآت فوز للاعبين بناء على ما قدموه في المباراتين السابقتين، والحقيقة أن إدارة الهلال اتخذت القرار الصحيح، فما قدمه هؤلاء اللاعبون الصغار في السن أمام فريقين أحدهما متمرس وخبير ويلعب بكامل نجومه، والآخر بنيته الجسمانية تساعده على الفوز بكل سهولة، إلا أن أولمبي الهلال وشبابه الصغار لم يتحججوا بقلة خبرتهم وصغر سنهم، بل قدموا مستويات جميلة، شعر من خلالها المتابع الهلالي بأن الهلال في خير طالما مثل هؤلاء اللاعبين هم مستقبله.
بقي أن نشيد هنا بما قدمه لاعبو الهلال الشباب، ونخص بالذكر قائدهم عبدالكريم القحطاني الذي لفت الأنظار له من خلال أداء مميز وسهل، إذ أبدع هذا اللاعب في المباراتين السابقتين، وقدم نفسه بصورة لاعب الوسط القادر على صناعة اللعب، كما نشيد هنا بالمدافع الشاب متعب المفرج الذي يُعد أحد مكاسب الهلال في هذه البطولة، فما قدمه المفرج وخاصة في المباراة الأولى نال إعجاب الجميع، ونشيد أيضاً بحارس المرمى مروان الحيدري الذي أعاد ذكريات جميلة عاشتها الجماهير الهلالية مع أساطير الحراسة الذين ذادوا عن مرمى الزعيم الملكي.