1 - تَميَّز: لا يكفي أن تدرك أن لك هوية وشخصية خاصة بك، بل عليك أن تعرف أن ذلك يمنحك حقوقاً طبيعية، منها الحق في تكوين أفكار وآراء شخصية والتعبير عنها، والحق في اتخاذ مبادرات، وذلك لكي تستغني عن تبني آراء الآخرين دون نقاش أو انتظار مبادراتهم لتغير لك حياتك. عندما تكون لك آراؤك الخاصة بك حاول أن تبرزها وتعبِّر عنها بطريقة ملائمة أمام الآخرين، ولا تخفيها أو تحتفظ بها لنفسك، ولا تتظاهر بالموافقة على آراء الآخرين فقط لأنك تخشى أن يسخروا من آرائك. وكخطوة إلى الأمام، حاول في حياتك اليومية أن تجبر نفسك على الإدلاء بدورك عندما يدور نقاش عام في حضورك، حتى وإن كان رأيك لا يتفق مع رأي الأغلبية، حتى وإن كنت تعتقد أن رأيك ليس ذا أهمية. في البداية، حاول فعل ذلك في محيط محدود، كأن تعبِّر عن رأيك وسط أشخاص مقربين إليك، داخل الأسرة مثلاً، بحيث لن تخجل من إظهار رأيك ولا من ردّ فعلهم. وبعد أن تكتسب بعض الشجاعة وتتعود على النقاشات، حاول أن تفعل الأمر ذاته وسط الأصدقاء، ثم، وفي المرحلة الأخيرة، افعل الأمر نفسه وأبرز آراءك ومواقفك في المكتب أمام زملائك في الاجتماعات مثلاً.
2 - اثبت: كوّن نفسك في علاقاتك مع الآخرين، ولا تنزلق بمحاولة تغيير حقيقتك حتى تعجب الآخرين، فلا يمكنك أن تكون نسخة من الآخرين لمجرد أن تفوز برضاهم عنك، فذلك أمر محكوم بالفشل، لأن النسخة أبداً لا تكون مثل الأصل. اشتري الملابس لأنها تعجبك فعلاً، وليس فقط لأنها تشبه ملابس صديقك، وعندما تذهب إلى السينما مع الأصدقاء، إذا لم يعجبك الفيلم، فلا تستحي من أن تقول إنْ سُئلت، إنَّ الفيلم لم يعجبك، وذلك حتى إن كان الفيلم قد أعجبهم هم.
3 - تحدَّ: ضع لكل يوم أهدافاً وتحديات صغيرة. يحب أن تضع أهدافك اعتماداً على معرفة حقيقية بقدراتك، بحيث تكون معقولة وقابلة للتحقيق بقدراتك، بحيث تكون معقولة وقابلة للتحقيق على أرض الواقع في مدة معينة. يجب أن تعرف إمكاناتك وحدودك ولا تخترقها. افعل ذلك بالتدريج، وقسِّم عملك إلى مراحل، وفي كلّ مرة ارفع من صعوبة التحدي، وجنباً إلى جنب مع ذلك راقب تطورك لتعرف ما الذي أنت في حاجة إلى تغييره، أو تعديله. وإذا فشلت في بعض المرات، فتوقف قليلاً لتدرس فشلك وتعرف أسبابه حتى تصحح الأخطاء وتتمكن من مواصلة إنجازاتك بطريقة أفضل تمكنك من تجنب أخطاء الماضي.
4 - تذكَّر: لا تتوقف عن ترديد جمل إيجابية في قرارة نفسك، أو حتى بصوت مسموع عندما تكون وحدك في مكان ما، كأن تقول لنفسك: «يمكنني فعل ذلك»، أو «نعم، لديّ الكفاءة اللازمة لهذه الوظيفة»، أو «أنا الأفضل». ستساعدك هذه الحيلة على أن تصبح إيجابيا أكثر في طريقة تفكيرك، وعلى أن تتغلب على أي إحساس بالإحباط أو بعدم الثقة بالنفس، وستجعلك تطرد من رأسك كلّ الأفكار السلبية. لكن هذه الطريقة لن تنجح أبداً وتثمر النتائج المرجوة منها إلّا إنْ كنت مؤمناً بقدراتك.
5 - واجه: يواجه كلّ واحد من الناس مواقف مزعجة أو محرجة يشعر فيها بعدم الارتياح. أنت أيضاً لابدّ أن تمر بمثل هذه المواقف السيئة. لكن، إذا كنت واثقا بنفسك، فإنك ستواجهها وتعالجها بدلاً من أن تهرب منها. لا تلقي ببصرك إلى الأرض وتطأطئ رأسك بمجرد أن ينظر إليك أحدهم نظرة لم تعتدها، بل عليك أن تصمد وتواجه، وتجيب عن أيّ اهتمام يُوجَّه إليك، وحتى إن كان مجرد نقاش عادي مع أشخاص ليسوا مقربين إليك، واجه وكن إيجابيا في النقاش، ولا تنس أنك قد لا تنجح في رفع الإحساس بالضيق من أوّل مواجهة، لكنك مع تكرار الأمر ستكتسب خبرة خاصة بك تجعلك قادرا على تفادي مثل هذه المواقف، أو على الأقل مجابهتها بكل ثقة.
تلك مفاتيح خمسة جميلة للثقة أهديها لك نقلا عن موقع البلاغ.