«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
مازا زال الإعلام القطري بكافة أنواعه يسبح عكس التيار، ويساعد دولته وقيادته على التوجه غير الصحيح، ويقود أبناء الشعب القطري الشقيق للتطرف والحدة، وما نشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي من ردة فعل تجاه السعودية بالذات مخجل، ولا يليق بإنسان يحترم نفسه، فالسعودية التي اليوم يشتمونها ليل نهار بقيادة القناة الداعمة للإرهاب، هي السعودية التي طال كرمها ودعمها للعالم أجمع، وسعت في لم شمل المسلمين، وحاولت في وحدة الصف العربي والخليجي، وهي من نبذت الإرهاب وحاربته، وشهد لها من يشتمها اليوم قبل أن يشهد لها العالم بأسره، ولكن لأن الإعلام القطري لا يمت للمهنية بصلة فقد رمى خلف ظهره كل آداب الصحافة والإعلام، وأصبح يرمي الكلام على عواهنه، بدون أن يميز بين الخبيث والطيب، وأصبح لا يكتب من الكلام إلا العهر الذي يترفع عنه عقلاء البشر ولم أقل المسلمين!
وإن تجاوزنا مايُكتب ويُقال في الإعلام القطري السياسي، لأن لدينا إعلاما حرا ومستقلا ومطلعا يرد عليهم بالحجج والبراهين التي تدينهم، فلن نتجاوز ماتكتبه الصحافة القطرية الرياضية، فما يُكتب هناك يندى له الجبين، وقد وصل إسفافهم للحضيض، ونبذوا أصحابهم الذين كانوا في أعينهم شيئا كبيرا!
بالأمس كتبت الصحافة القطرية عن نجم آسيا وأسطورتها الكبير سامي الجابر بما يترفع العاقل عن كتابته، ولكنهم سقطوا في الوحل، ووصلوا لمراحل متقدمة من الغدر والخيانة حتى على المستوى الرياضي!
سامي الجابر الذي وصفوه بالأمس بالمتسلق والمتملق هم من كانت قيادتهم قبل سنوات قليلة تتودد وتتوسل له لينضم لكوكبة أساطير الكرة العالمية ليشكلوا منظومة تساعدهم في تنظيم كأس العالم 2022 والتي حظوا بتنظيمها بمساعدة ابن الوطن البار سامي الجابر، ولكنهم أنكروا جهوده، واليوم استباحوه، وكتبوا عنه مالا يمكن قبوله، وإن كان الوفاء صفة الرجال، فإن الإعلام القطري لم يلتزم بهذا المبدأ، وسلك مسلك قيادته التي فرقت شمل الوحدة الخليجية بسبب دعمها الدائم للإرهاب!
لفد سقط الإعلام الرياضي القطري شر سقطة، وأعلن بأن عودته مجدداً تكاد تكون مستحيلة، فمن حيلته اليوم «السب والشتم» وصفته «الغدر والخيانة» واستعان بكادر خارجي ليسيء للشقيقة الكبرى، لن يعود، ولن يُصّدق حتى وإن كتب بماء الذهب، لأنه وبكل بساطة سقط في وحل لا يمكن الخروج منه، وقدم نفسه بصورة الشيطان الأكبر!
أما مايخص أسطورة الكرة السعودية الكابتن سامي الجابر، فيكفي أن ذلك الإعلام كان يتشرف بوقوف سامي الجابر معه، والتصريح له، والتصوير معه، وإن كانوا اليوم غدروا به وخانوه، فقد كان هذا أسلوب قياداتهم العليا والتي أخلت بالعهود والمواثيق، ولا يضر ابن الجابر بعد ذلك شيء، أما ماقدمه الجابر للرياضة القطرية، فقد جاء من باب وحدة الصف، ومن أجل العروبة، وحينما طلب منه قياداتهم العليا المشاركة لمساعدتهم لم يتأخر، وساهم في جلب كأس العالم لدويلة لم تكن معروفة!
وإن كان الصحافي القطري الذي كتب عن أسطورة الكرة السعودية بما لا يليق، لا يعلم بأن أميره تميم بن حمد ووالده كانا يدعمان الإرهاب منذ 20 عاما والجميع يعلم بذلك، ولكن قياداتنا كانت حليمة وتود أن تعيش الشعوب بسلام، واستقبلت طوال هذه المدة حمد وابنه تميم مئات المرات، وإن كان هذا قد حدث، فما يضر ابن الجابر إن كان قد دعم قطر طوال هذه المدة، وكان حليماً مثل قيادته التي كانت تود الإصلاح لا القطيعة...!؟