عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة ما زال الامر محيّرا لما يحدث من حراك داخل الاندية السعودية وخاصة المديونة منها التي تعج بمشاكل مالية غير مسبوقة ووصل الامر إلى إيقاف حسابات بعضها ووضع بعض الرؤساء على قائمة المطلوبين مالياً، ونتج عنه إيقاف للخدمات والمنع من السفر، وتعتبر المرة الاولى في تاريخ الرياضة السعودية ناهيك أن هذه الاندية لم تسدد الالتزامات التي عليها وخاصة رواتب منسوبيها من عاملين وموظفين، ومع هذا كله نجد أنها داخل هذا الحراك هذه الايام وتسعى لإبرام الصفقات والسعي لاستقطابات جديدة من باب تجديد الدماء من خلال مدربين ولاعبين محترفين، وكل ذلك على حساب النادي ومنسوبيه ومزيد من الديون وتحميل الكيانات مالا تحتمل.
والغريب في الامر أن الصمت لا زال هو السمة السائدة من قبل مسيري الرياضة فهيئة الرياضة المسؤولة عن الاندية بحكم أنها كيانات حكومية ومازالت تحت مسئوليتها واتحاد اللعبة مسؤول بلجانه عن استمرار إبرام العقود، رغم ما تعج به الادراج لديهم من شكاوي ومشاكل لم يسلم أحد منها من لاعبين ومدربين حتى مديري التعاقدات لديهم مشاكل مالية مع الاندية قد لا تحصر، واستمرار الأندية والسماح لها بهذه الطريقة هي مزيد من المشاكل المالية للأندية داخلياً وخارجياً ولن أستثني أحداً من هذه المشكلة لأنها أصبحت شبه عامة على الأندية، ونلاحظ ان كل مدرب أو لاعب يغادر سواء أجنبيا أوسعوديا اول تصريح يدلي به انه لا زال يطالب النادي بمبالغ واستحقاقات وغالبا عدم استلام مقدم العقد، وهذا ما هو موجود لدى الجميع الا من رحم ربي رغم نفي بعضهم ومحاولة تلميع إدارة النادي والخروج بأقل الأضرار.
ولكن اليوم كل شيء بات واضحا وأروقة محاكم الفيفا تشهد على ذلك، واليوم بعد انقضاء شهر الصوم عادت الأندية ولاعبوها للتحضير للمعسكرات الخارجية رغم ما تعيشه جميع الأندية من أزمات مالية حتى لو أن معظم هذه المعسكرات من باب الفزعة يتكفل بها عضو أو أعضاء شرف الاندية، ولكن هناك أولويات في المصاريف فمن الصعب اصطحاب 30 لاعبا أو أكثر مع أجهزتهم الفنية والإدارية خارج الوطن وهم لم يتسلموا مرتبات واستحقاقات عدة أشهر تاركين بيوتهم وعوائلهم دون ضمان وجود مصاريف تكفيهم، وهذه إحدى مشاكل اللاعبين لدينا والتي نتج عنها هبوط في المستوى وعدم المبالاة حيث إن الاندية لا تملك الحق في معاقبة منسوبيها بأي حال وهي لم تسلم حقوقهم لعدة اشهر إن لم يكن أكثر فمن يتحمل المسئولية لما يحدث وقد أصبحت الأمور مكشوفة للجميع؟
بطولة مليكي ووطني في القمة
هي ليست فكرة أو تحقيق بطولة هي رسالة سامية، هي واجب وطني من خلال الرياضة ومن بوابات الأندية هي ترسيخ الولاء في شباب الأمة ودائما رسالة المواطن الصالح المواطن الشريف المواطن الاصيل مبنية على الولاء للدين ثم الوطن وولاة الامر، وهذا ما ينص عليه ديننا الحنيف، وما القرار الموفق الذي قرر إقامة بطولة « مليكي ووطني في القمة « في نسختها الاولى والتي ستنطلق في السادس عشر من شهر شوال المقبل وتستمر لمدة اسبوعين على ملاعب جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض والتي سيشارك فيها أندية النصر والهلال والشباب والفيصلي والرياض والحرس الملكي والحرس الوطني والأمن العام والقوات البرية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوي، فالكل يأمل أن يكون تمثيل الأندية الكبيرة من خلال فريقها الأول حيث إن مستوى فرق القطاعات العسكرية مرتفع جداً فنياً ويتميز عناصرها بمستوى لياقي عال يفوق مستوى لاعبي الفرق ويكفينا كرياضيين وإعلام رياضي ان هذه المناسبة تمثل تلاحما ومحبة قلوب أبناء الوطن للملك والوطن واعتزازهم بقواتهم المسلحة العظيمة.
نقاط للتأمل
- لا أعتقد أن هناك ادارة متناقضة ولا تعرف ماذا تريد بالضبط مثل ما هي عليه إدارة نادي الاتحاد الحالية فهي تعيش في دراما وطوفان يصعب التعامل معه مهما كانت خبرة القائد، فما بالك برئيس مكلف لا يملك من الخبرة التي تجعله يبحر بالكيان إلى بر الامان، فتجد الصباح خبرا ينص على أن الإدارة تسابق الزمن بتحركات سريعة لتجنب عقوبات الفيفا، وفي المساء ينتشر خبر أن الادارة توصلت إلى اتفاق مع إدارة نادي الزمالك حول إعارة اللاعب محمود كهرباء بمبلغ تجاوز 2.5 مليون دولار بعدما كانت إدارة الزمالك تطالب بـ 5 ملايين دولار لموسم واحد ومدري هل كهرباء يبي يحصد لهم كل البطولات أويعيدهم بطل آسيا من جديد؟ والله انهم من جنبها وما يدرون وين هي متجهة.
- تأكيداً على أن إدارات الاندية تهايط على غير سنع جميعها تتباهى بمعسكراتها وتعاقداتها وفي نفس الوقت نقرأ تصاريح من مدربين غادروا ولم يستلموا مستحقاتهم من عام 2014 اي قبل 3 سنوات وكذلك لاعبون في أكثر من ناد مستاؤون من عدم استلام مكافآتهم لبطولات تم تحقيقها في مواسم مضت من موسم 2015 وكذلك بطولات موسم 2016، ومع هذا كله نطالب اللاعبين أن يؤدوا ويجتهدوا ويواظبوا وفي نفس الوقت يطالبون بحقوقهم.. إلى متى ؟!، لن تحل كل هذه المشاكل مالم ترحل إدارات الاندية التي تعيش على سياسة الترقيع ورخيص وكويس وهي لا تملك الفكر الإداري والمالي مما جعل الأندية ضحية لعقول وعقليات جاهلة.
- بدأت الأندية بالبحث عن حراس مرمى من خارج الحدود بعدما أقر السماح بالتعاقد مع حارس مرمى وتتجه الأنظار إلى القارة السمراء التي تزخر بمواهب في هذا المركز وبأسعار معقولة، أما التوجه للقارة العجوز الاوربية أو امريكا الجنوبية فبالتأكيد ستكون التعاقدات بمبالغ فلكية لا تستطيع الاندية لدينا تغطية تكاليفها وهي في الاساس ماهي ناقصة وأعتقد ان زيادة عدد اللاعبين الاجانب إلى 6 لاعبين سيكون مزيدا من العبء المالي وليس العكس ولن تنخفض عقود اللاعبين المحليين المميزين وتذكرواكلامي فالدنيا طالعة ولن تنزل إطلاقا.
- تؤكد الأخبار ان إدارة الهلال لا تريد استمرار اللاعب ناصر الشمراني في صفوف فريقها للموسم القادم رغم سريان عقده الاحترافي وفي ظل عدم رغبتها ورغبة مدرب الفريق يجب أن تكون أكثر سلاسة ومرونة في بيع عقد اللاعب والقبول بمبدأ تقسيط المبلغ، اما اشتراطها بأن يكون المبلغ كاش وكاملا فلا أعتقد انه سيتحقق، فاليوم الاندية جميعاً ليست بأفضل حالاتها المالية، وإذا كانت تأمل في أحد اعضاء شرفها بتكفلة بدفع كامل المبلغ اقول وبالفم المليان : «انتهى زمن اعضاء الشرف ولم يعد لهم دور كما كان»، فالأندية في طريقة الخصخصة والاستثمار وليس زمن الفزعات والشرهات.
- خاتمة: من يبيع ضميره سيبيع وطنه، والإنسان يستطيع أن يعيش بصمامات يركبها الأطباء في قلبه.. ويمكن أن يعيش بنصف رئة.. لكنه لا يستطيع أن يعيش بنصف ضمير.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.