تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة ومتوازنة ودقيقة في تنفيذ خطة طموحة يتبوأ فيها الاقتصاد السعودي مرتبة مهمة في المنطقة والعالم ويلعب فيها المواطن السعودي دوراً محورياً ونوعياً هاماً. وكمختص في مجال النقل والطاقة والخصخصة والتخطيط الإستراتيجي قررت أن لا أكتب أي شيء عن رؤية 2030 إلا بعد أن أتمعن بتفاصيل هذه الرؤية وأسمع عن آليات التنفيذ والبرامج. ولعل مقابلة سمو ولي ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان مع قناة MBC أثرت الحوار ووضعت النقاط على الحروف في كثير من مفاصل الرؤية والبرامج وأنه لا بديل عن التخطيط الإستراتيجي الرصين للوصول إلى اقتصاد معرفي متين.
وأعتقد بأن قاعدة ومقومات نجاح مكونات الرؤية ومن ثم الخطة التنفيذية متوفرة.. وتتمثل هذه المقومات في الموارد البشرية السعودية المدربة والمؤهلة، المصادر الطبيعية والمعدنية، الطاقة بكافة أنواعها، المصادر المالية والاستثمارات المتنوعة، والإرادة السياسية. وأعتقد بأن الإرادة السياسية هي من أهم المقومات. وأضيف إلى هذه المقومات بأن المملكة هي بلد الحرمين الشريفين وذو موقع إستراتيجي مهم.
وتعي القيادة السياسية في المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز دقة الظرف والتغيرات والإصلاحات الجذرية العالمية وأهمية اغتنام الفرصة لبناء اقتصاد معرفي مبني على رؤية يكون محورها الرئيس مستوى معيشة مميز ورفاهية عالية للمواطن السعودي، حيث تهدف بعض برامج الرؤية إلى خفض معدل البطالة إلى 7 % ورفع مستوى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الأجمالى إلى 35 % كذلك فإنها تهدف إلى زيادة مشاركة قوى العمل النسائية في سوق العمل إلى 30 % هذا بالإضافة إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65 %.
وأثناء وجودي الآن في عاصمة الجوف في المملكة لمست تأييد شعبي كبير لهذه الرؤية ولمست أيضاً الأثر الإيجابي غير العادي لمقابلة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التليفزيونية.. وأعتقد بأن المواطنيين أحبوا أن يسمعوا مباشرة من القيادة السياسية عن الرؤية وأثارها الإيجابية المتوقعة على الاقتصاد ككل ومستوى معيشتهم. وشعرت بأن مثل هذا التواصل مطلوب بين فتره وأخرى وخاصة عند الحديث عن مفاصل مهمة في البرنامج التنفيذي.
أنا سعيد جداً لوجودي في المملكة العربية السعودية وفي منطقة الجوف بالذات، وإيماني بقدرة المملكة على تنفيذ البرامج المختلفة للرؤية له الكثير من المبررات. الرؤية 2030 عمل طموح بامتياز قابل للتنفيذ من خلال حزمة البرامج التي تم تصميمها بعناية.
الرؤية تعني شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الاقتصاد المعرفي.. أدام الله -عزّ وجل- خادم الحرمين الشريفين ووفقه لما فيه خير البلاد والأمة، وحمى الله المملكة وشعبها وأدام عليها نعمة ألأمن والاستقرار.
د. محمد موسى حامد - وزير الطاقة والثروة المعدنية السابق في الأردن - الجوف
mmshamed@gmail.com