هالة الناصر
لدينا مثل عربي وشعبي حيث كل منطقة عربية تقول بطريقتها وحسب لغة أوجاعها ودرجة ملوحة دموعها، الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار، انطقوه بلغة أذهانكم وبالطريقة التي تعجبكم، جميع أمثلتنا العربية تخترع مثل المرهم أو البلسم الذي يخفف من وطأة الألم، كم أتمنى أن أعرف من هو أول عربي اخترع هذا المثل الذي يجبرك أن تستحضره في الكثير من الحوادث والأمور التي تسمع وتشاهد فيها مسؤولا عن جهة خدمية وضعت لخدمة الناس وليست لخدمته شخصيا هو وحاشيته، بعض المسؤولين لا يعرف أن السكوت من ذهب وخير ألف مرة من كلام يسم بدن المواطنين ويثير لديهم شعور اليأس وهم الذين يبحثون عن أمل وتفاؤل في وطن يحسدنا عليه القاصي والداني وقيادة رشيدة نحبها وتحبنا وتضع مصلحة المواطن فوق أي مصلحة أخرى، وزير الإسكان يده في الماء ويتحدث لملايين من المواطنين أياديهم في نار الإيجارات وانتظار دورهم في الصندوق العقاري، يتحدث وكأنه من سكان القمر عن أشياء خيالية لم تحدث في أي دولة بالعالم ولا أعتقد في المريخ مهما بلغ التطور التكنولوجي، كيف تحدث مواطنا ينتظر منذ ربع قرن سكنا ولو خيمة عن بيت سيتم بناؤه في يومين أو ثلاثة أيام وتريده أن يصدقك وأنت الذي لم توفر له بيتا في سنوات طويلة وتحدثه بكل برود عن بيت بثلاثة أيام، الطامة التي أتت بعد هذا التصريح هي قوله بإن وزارة الإسكان ستنجز خلال خمسة أعوام مليون مسكن، أو مليون وحدة سكنية لكي لا نحرف كلامه حفظه الله ورعاه، بحسبة رياضية بسيطة سنجد أن كلامه هذا أكثر غرابة واستحالة من تلك الطريقة التي سيبني بها مسكن بثلاثة أيام، الخمسة سنوات بها 1825 يوما، ولإنجاز مليون وحدة سكنية خلال خمس سنوات فأنت تحتاج أن تنجز 546.9 بيتا في اليوم الواحد، هل لديك يا وزير الإسكان شركة مقاولات سحرية تستطيع أن تنجز 546 بيتا في اليوم؟ (ولاحظ بأني حذفت ما بعد الفاصلة إكراما وتحفيزا لوزارتك الموقرة)، قوية يا وزيرنا حفظك الله، ليت مستشاريك أعطوا أنفسهم ولو دقائق معدودة وراجعوا هذه الأرقام معك، قبل أن تصرح بها لوسائل الإعلام في مؤتمر من أهم المؤتمرات التي تحدث في بلادنا ويتابعه كل مهتم بتقنيات البناء، ليت المسؤول عندما يتحدث للناس يخرج يده من الماء ويستشعر مشاعر أولئك الذين أيديهم في النار واليأس !