لبنى الخميس
المؤسسات مثل البشر لها تاريخ ولادة ووفاة.. ولها شخصية وقيم وسمعة.. ولحظات تعثر ولحظات نجاح وانفراد وتميز.
مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك) من المؤسسات القليلة في العالم التي نجحت في أن تؤثر في المجتمع بدلاً من أن تتأثر به.. تلعب في الساحة لوحدها وتكون المنافسة الوحيدة لنفسها!
قد يتساءل البعض ما الذي يجعل مسك تعقد شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» المهتمة برعاية الثقافة ودعم الفنون في وطن مازالت فئة واسعة منه تعد الفن هرطقة ومضيعة للوقت.
وترسل عشرات الطلبة السعوديين لجامعة هارفارد في برنامج صيفي مكثّف وجامعاتنا مازلت في مراتب متأخرة في تصنيف الجامعات؟ وتقدم فرصًا تدريبية في نيويورك فيلم أكاديمي لدراسة التصوير والإخراج، ونحن لا نملك صالة سينما واحدة بعد.
الإجابة في كلمة واحدة وهي «استشراف المستقبل» وصناعة قاموس خاص بمسك تأتي الريادة والتفرّد في مقدمة مفرداته!
فإذا أردت أن تتكلم لغة المستقبل فيجب أن تستعد له من خلال استحضار مفرداته والتحدث بها.. مثل الريادة الاجتماعية، التقنية والبرمجة، القيادة والشباب. وهذه هي اللغة التي تتحدثها مسك مع العالم من خلال مبادراتها الملهمة وفعالياتها المتجددة من منتدى مسك العالمي، إلى مسك آرت، إلى برنامج قيادات مسك لتمكين الفتيات السعوديات عبر جمعهن بالقدوات النسائية وعرض تجاربهن الملهمة بلغة بسيطة وعميقة.
الطريق لن يكون سهلاً ومفروشًا بالورود.. ولكن مع وضوح الرؤية وتوافر الرموز وحضور الكفاءات السعودية نسبة التأثير والتغير عالية جدًا وإن كانت تتطلب وقتًا.
سبب كتابة هذا المقال هو مما أصابني من فخر وإلهام بحضور منتدى اليونيسكو للمنظمات غير الحكومية من تنظيم مسك إِذ استضافت فيه 400 مؤسسة غير حكومية من 70 دولة على مستوى العالم يجتمعون لأول مرة في المنطقة العربية في منصة حوار بمعايير عالمية للالتقاء القلوب والعقول والتجارب في عمق العاصمة الرياض.
ما رأيته كان منعشًا ومفرحًا من سرد لتجارب الشباب المتحمس، وبعض المؤسسات غير الحكومية الطامحة لتحسين عالمنا عبر طرحها تجاربًا وقصصًا في مجالات امتدت ما بين العمل الإنساني والنشاط البيئي وتمكين الشباب وتطوير التعليم وغرس قيم الابتكار. شكرًا مسك على رفع السقف حينًا وكسره باتجاه الآفاق الواسعة أحيانًا كثيرة.