هل تملك حسًّا تستطيع من خلاله تقييم المواقف وتقدير النتائج؟
الذكاء الاجتماعي: هو التعامل مع المواقف بحكمة وحُسن تصرف..
هو امتصاص غضب الغاضب، وكسب ود الناقم.. مدارة الجاهل، وترك السفيه..
مجادلة بلا تزمت، ونقاش بلا استعلاء..
هو أن لا تُحمِّل المواقف أكبر مما تستحق..
هو الأخذ والعطاء دون إجحاف.. الكلام اللين والتيسير بلا إفراط..
هو الإقناع والجدال بالتي هي أحسن.. كسب القلوب ولين الجانب..
هو التواضع، وحُسن الخلق، ووضع الأمور في مواضعها..
هو الترفُّع عن مَواطن الانتقام، والعدل في إصدار الأحكام..
هو تقارب وجهات النظر وتفهُّم الظروف..
الذكاء الاجتماعي: جدال ونقاش، حوار ومشاركة، تعاون وحب، صدق ووضوح، خلق وتواضع، تسامح ورفق، عطاء وأخذ.. هو صورة اجتماعية، تحمل معاني وقيمًا ومبادئ سامية..
تستمد قوتها من قوله تعالى: {... وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...}، وقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
أما النفاق الاجتماعي فهو: إغماض العين عن رؤية الحق، ووضع الأمور في غير موضعها.. هو التذلل والخضوع والظلم من أجل الوصول إلى الهدف وبلوغ المراد..
هو البحث عن الزلل، وتصيُّد الأخطاء، وقلب الحقائق، وطمس الوقائع، والشجب والاستنكار..
هو ارتداء الأقنعة وإظهار الود مع تأصل الاختلاف وعدم الرضا..
تجده كاذبًا مخادعًا في علاقاته الاجتماعية، متلونًا في مواقفه ومشاعره..
ولعل حديث عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عبرة لمن يعتبر بأن هذه الظاهرة ليست من أخلاقنا؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أربع مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتُمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فَجَر».