سمر المقرن
المشرفة التربوية في محافظة القريات غادة السبيعي، فازت بحكم صادر عن المحكمة الإدارية بمنطقة الجوف يقضي بعودتها إلى الإشراف التربوي بعد أن صدر بحقها قرار إداري يعيدها إلى وظيفة معلمة. جميل جداً هذا الحكم وفوز غادة بهذا الانتصار بعد أن طرقت كل أبواب وزارة التعليم بما فيها باب الوزير ولم ينتصر لها أحد، اختارت أن تأخذ حقها بالمحكمة، لكن القضية ليست قضية غادة وحدها، فهناك زميلتها فهدة محفوظ الصخري، المشرفة التربوية بالمنطقة نفسها والتي طالها نفس الإجراء بعد خدمة تجاوزت العشرين عاماً مليئة بشهادات الشكر والعرفان على العطاء المتواصل، تواصلت معي فهدة بنفسها وأطلعتني على كافة الأوراق والمستندات الكبيرة والصغيرة، المهمة وغير المهمة، لأكتب عن هذه المأساة، وهي بحق مأساة مريعة، لأنّ الإنسان، كل إنسان، بعد مشوار طويل من العطاء ينتظر موسم الحصاد، حصاد الثمرة التي تتضمن ترقية إلى منصب أعلى وهذا حق أصيل يطمح له كل البشر المعطائين، أما أن يُفاجأ في ليلة وضحاها وبلا أي مسوغات بأن يعود إلى مركز أقل، فلماذا كل هذا الانتقام من فهدة ورفيقاتها ممن طالهن هذا القرار؟ ماذا فعلن؟ وأنا لم أرَ أمامي من أوراق ومستندات كثيرة سوى امرأة في حقل التعليم يُفتخر بها، وتستحق الأفضل، لماذا كل هذا التنمّر ضدها وما الجريمة الكبرى التي أرتكبتها ليصلها بين ليلة وضحاها قرار يعيدها إلى وظيفة تجاوزتها بعد أن عملت بها لسنوات طويلة؟!
إنّ الظلم الذي تعرّضت له فهدة وزميلاتها بحاجة إلى وقفة حازمة، فهذه حقوقهنّ الوظيفية، وتجاوزات لا يجب أن تمر مرور الكرام ونحن في عهد الحزم والعزم، فما رأيته من أوراق ومستندات لا يظهر من خلالها سوى حالة من التخبّط في القرارات الإدارية، تحتاج إلى حسيب ورقيب يبحث فيها وتحقيق يدرس أسباب ما حصل، فلو كانت فهدة وزميلاتها لسن أهلاً لوظيفة الإشراف الإداري فإنهن لن يكنّ أهلاً لوظيفة التعليم، فلماذا هذه القرارات الغريبة، وما الذي يدور خلف كواليس إدارة تعليم القريات ما وصل بها إلى إصدار مثل هذه القرارات؟ ولماذا فهدة ورفيقاتها تحديداً؟ .. مجرّد أسئلة بحاجة إلى كثير من الإجابات، فهناك نساء مغبونات يصرخن بحاجة إلى نصرة دون الاضطرار إلى الوصول لقاعات المحاكم!